منتصر عمران يكتب: مبارك الإنسان مات.. فلما التناحر على مصيره؟!
وفاة الرئيس الأسبق مبارك أثارت تباينا كبيرا بين معارضيه وخاصة الإسلاميين منهم..
وللأسف لا أدري عن قصد أو دون قصد، خلط هؤلاء بين شخص مبارك وصفته.. فشخص مبارك في الحالة التي مات عليها إنسان مسلم له ما له وعليه ما عليه.. فليس بحاكم مبدل لشرع الله كما يزعم طائفة من الناس وخاصة أعضاء الجماعة الإسلامية التي أعلنت قبل سقوط نظامه الاستسلام له وعدم الخروج عليه واعتذرت عن أخطائها وهذا كلام موثق.
أما من ناحية أنه عذب وسجن وقتل الآلاف من شباب الجماعة الإسلامية فهذا حدث من نظامه ونتيجة لأسباب يعلمها الجميع.. وطبعا يرد على بأن هناك مسئولية تبعية لمبارك في هذه الأفعال.
الدعوة السلفية تطالب المصريين بالابتعاد عن الجدال في وفاة مبارك
وأقول المسلم ينظر إلى ما يلقاه من سجن أو تعذيب على أنه بلاء ويحتسب الأجر من عند الله عز وجل.. فحتى لا يزايد عليَّ أحد فأنا شخصيا سُجِنت ١١ عاما في عهده، منها ١٥ يوما في سلخانة لاظوغلي.. وأكيد من أخاطبهم يعلمون ما أقصد.. فهذا الأمر أحتسبه عند الله عز وجل.. ومبارك لا يعرفني ولا يعرف عن أهوال ما رأيت.. وحتى ولو علِم فإن كثيرًا من العلماء الذين عُذِّبوا لم تكن قضيتهم تعذيبهم ولكن قضيتهم دينهم وعفوا عن ظلم الحكام لهم في كثير من العهود الإسلامية المتعاقبة على مر التاريخ الإسلامي الذي أقول عنه.. وهذه مقولة مقتبسة من أحد العلماء إن التاريخ السياسي للمسلمين من بعد عهد النبوة والخلفاء أكثر من سيئ؛ فتن ومؤامرات ومقالب رهيبة على الحكم.. أما التاريخ الدعوى فأكثر من ممتاز.
نعود إلى موضوعنا، فبموت الإنسان المسلم ليس أمامنا إلا تفويض أمره إلى المولى عز وجل فهو الذي يحاسبه أما أن نشغل أنفسنا بتحديد مصيره من الجنة أو النار فليس هذا معتقد أهل السُّنَّة.
أما حشري معه فالمسلم يأتي إلى الله بعمله ومعتقده ويُحاسب عليه فإذا كان من أهل الإيمان حُشر مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه أجمعين الكرام، أما غير ذلك فمع إبليس وحزبه مع الإقرار بأن المسلم مرتكب الكبائر لا يخلَّد في النار.
الخلاصة... شغلنا أنفسنا بأمور غير مطالبين بها شرعيًّا.. وتركنا الأمور التي من أجلها خُلقنا وعليها سيحاسبنا ربنا.. هدى الله المسلمين إلى سواء السبيل.