لو كنتم تعلمون!
في لوحة فنية بديعة تدلنا من جديد على مدى عراقة شعبنا الأصيل وحضارته، ومقدار غيرته على سمعة بلاده، وحرصه على إظهار صورتها في أبهى وأحلى صورة ممكنة في الخارج.
برهنت لنا الجالية المصرية الكبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عن مدى عشقها لبلادها، عندما زينوا كل ملليمتر في جنبات استاد "محمد بن زايد" في العاصمة الجميلة "أبو ظبى" قبل مباراة السوبر المصرى بساعات طويلة، وطوال المباراة كانت الكاميرات تتجول بينهم في خفة ورشاقة وتنقل لنا من جميع الأبعاد والزوايا روعة مشهدهم الكرنفالى الراقى الذي يبعث -حقيقة- كل الفخر والسرور.
وفجأة بعد انتهاء المباراة مباشرة، وكعادتهم الدائمة في الإصرار على تشويه صورتنا، وإفساد تمتعنا بكامل فرحتنا، أبى بعض البلطجية والسوقة من لاعبى الفريقين إلا أن يستعرضوا سلوكهم الهمجى بالاشتباك معًا واستفزاز الجماهير الغفيرة بأحط الإشارات، في مشهد مسيء رآه العالم كله على الهواء مباشرة، وكأنه لم يكفهم مستواهم الكروى المتدنى الذي يعتبر الحلقة الأضعف على الإطلاق في كل دوائر هذه المنظومة الرياضية الفاسدة التي تعج بشتى ألوان التسيب والإهمال في بلدنا، فقرروا أن يزيدوا الطين بلة لكى تكتمل دائرة قبحهم.
تطوير التعليم بين الواقع والمأمول مرة أخرى!
وقد تصورت أنه في خلال ساعات قليلة من انتهاء هذه المشاهد الدامية سيبادر مجلسا إدارات الناديين بالدعوة لعقد اجتماع طارئ لتدارس ما حدث بالتفصيل وتوقيع عقوبات حازمة ورادعة على جميع المتسببين فيه، إلا أنه مع الأسف لم يحدث شىء من هذا، بل على العكس انتفض المجلسان لمحاولة عرقلة وإلغاء العقوبات الهزيلة التي وقعها اتحاد الكرة المؤقت على بعض اللاعبين والإداريين، والتي لا تزيد على كونها مجرد ذر للرماد في العيون، ولا تتناسب بالطبع مع ما حدث من إساءة لسمعة الدولة، وهو ما يستوجب معه أن أدعو السيد رئيس مجلس النواب إلى تكليف لجنة الشباب والرياضة بالمجلس لاتخاذ ما يلزم من إجراءات تصحيحية عاجلة ورادعة، لأنه ليس من الصالح العام أبدًا أن نترك مقدرات أمورنا فيما يتعلق بسمعة بلادنا في أيدى حفنة من الهواة الذين يجهلون أبجديات الإدارة السليمة،لأن في هذا كل الخطر على الأجيال القادمة لو كنتم تعلمون.