رئيس التحرير
عصام كامل

هل أصبحت الصوفية الحل الأمثل للوقاية من لعنة التطرف في الغرب؟   ‏

الصوفية
الصوفية

يبدو أن الحالة الصوفية، أصبحت الحل الأمثل لمواجهة نزعة التطرف والعنف التي تصدرها الجماعات والتيارات الإرهابية في ‏المنطقة للخارج، حيث لا سبيل لمعالجة القضية، على أي نحو غير قانوني، خاصة وأن الكثير من الذين أصابتهم لعنة التطرف، ‏حصلوا على جنسيات غربية، ولديه مسوغات قانونية لمقاضاة الحكومات إن أرادوا. ‏

وتولت روسيا زمام المبادرة، ونشط فيها الحديث بقوة على ضرورة تمكين التيار الصوفي من صدارة الفكر الإسلامي، ‏والعمل على تقويته ودعمه ليصبح المعبر الرسمي عن المسلمين هناك.‏

والصوفية جزء لا يتجزأ من الثقافة الإسلامية في روسيا، ولكنها لاتجد الموارد الكافية للانتشار وإعادة بناء مجد الصوفية ‏العلمية، حتى تستقطب كافة الشرائح الإسلامية، التي ما زالت تعيش على الخيال القديم، الذي يربط بين الصوفية والخرافة أو ‏الطقوس اللا عقلانية. ‏

لصوفية مفاجأة معرض الكتاب.

ما يحدق من حراك في الأوساط الإسلامية عبر عنه ألبير كرجانوف، رئيس الجمعية الروحية لمسلمي روسيا في تصريح له ‏نقلته وكالات الأنباء العالمية، حيث أكد أن علماء الإسلام بحاجة إلى دراسة التجربة الصوفية من جديد، مؤكدا أنها إجراء ‏وقائي جيد ضد التطرف‎ .‎

وأوضح كرجانوف أن المناهج الصوفية، تقى المتدين شر رد الفعل المفرط، ما يفتح الباب لاحقا للتطرف والإرهاب، وهو ‏أمر محظور في الإسلام، لافتا إلى أن الصوفية تشجع الإنسان على العمل بنفسه أولا،  وهذا مفيد جدًا في استئصال التطرف ‏وينمي التطور الروحي للمجتمع، تحسين الذات، والنضال مع الأنا، ما ينعكس على الاحترام المتبادل. ‏

سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن التيار الصوفى العلمى، لا يحتاجه الغرب فقط، بل تحتاجه مصر ‏بشدة، خاصة أنه يخاطب الوعي والعقل والوجدان، ولا يعتمد على الخزعبلات، موضحا أن تولي مفكري الأزهر هذه المهمة، ‏سيضيف لها كثيرا من العلم والحب والرغبة في معرفة التصوف الحق، لافتا إلى أن فراغ الساحة من الإخوان والسلفيين ‏سيسهل المهمة أكثر في أقل وقت ممكن.‏

وأضاف أن دعم الدولة المفتوح لتيار الصوفية العلمية، سيجعل هناك حالة من التعاون معها من جميع عناصر البيت ‏الصوفي، وهي بوادر ظهرت من الاحتفاء الكبير للمشيخة العامة للطرق الصوفية، التي وافقت سريعا على الطريقة الجديدة، ‏التي يرأسها الشيخ على جمعة، مفتي مصر الأسبق، وربما تكون هي رأس الحربة، في تأسيس هذا التيار بمصر من جديد.‏

وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن دفع التصوف للأمام، وتنقيته من الشوائب التي لحقت به على مدار ‏العقود الماضية، سيساهم في استقطاب مؤيدين جدد، من شرائح اجتماعية مختلفة وهو الأمر المطلوب الآن بشدة، لمحاربة ‏التطرف من جذوره.‏

الجريدة الرسمية