صاحب أشهر صورة فى جنازة مبارك: "أردت توثيق اللحظة .. وفوجئت بردود الفعل"
مساء أمس استعد المصور عمرو عبدالله، رئيس قسم التصوير بوكالة رويترز، للذهاب إلى مسجد المشير طنطاوي لتسجيل آخر لحظات الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، قبل أن يواري التراب جسده ويغيب عن المشهد العام في مصر وخارجها.
لم تكن المعلومات متاحة، وبدأ «عمرو» وآقرانه في طرح تساؤلات حول إمكانية الحضور لتشييع جثمان مبارك، حتى الساعات الأولى من الصباح لم يتم التأكيد بالموافقة على حضور المصورين من عدمه: «فعلنا الأمر المعتاد، سجلت اسمي في الهيئة العامة للاستعلامات لحضور الجنازة، لكن لم يتم تأكيد الأمر بالموافقة أو الرفض، في تمام الساعة الثامنة صباحا كنت متواجدا أمام مسجد المشير، بالرغم من عدم إبلاغ أي من المصورين بقرار الأمن بالسماح لنا بالتصوير من عدمه.
مسجد المشير طنطاوي والجنازة العسكرية لرئيس سابق لها استعداد خاص، لا يمكن المساواة بينها وبين أي فاعليات آخرى: «الجنازة ضخمة وهائلة، لا يمكن أن تساوى بغيرها من الجنازات أو الفاعليات التي سبق أن حضرتها، تواجد كبار رجال الدولة سواء من عصر مبارك أو العصر الحالي، أمر شديد الإرباك، العديد من التجهيزات مع زيادة تواجد رجال الأمن في كل موقع داخل الجنازة».
طاف عبدالله على أبواب مسجد المشير طنطاوي أملا في الدخول، مر على الباب الأول إلا أن رجال الأمن رفضوا دخول المصورين، ومن ثم عاود الكرة مرة أخرى على باب آخر ليجد نفسه داخل جدران المسجد: «الشمس فوق رؤوسنا شديدة، نسير على الأقدام في المساحات الشاسعة بين الأبواب المؤدية لداخل المسجد، الصدفة وحدها وتوفيق الله وجدت نفسي داخل المسجد، بدأ الأصدقاء في وضع آلات التصوير والاستعداد لالتقاط الصور، وأنا فضلت أن اهدأ قليلا وأن أركز على أن أخذ كادرا مختلفا عن الجميع».
أثناء اتجاه عمرو إلى مسجد المشير تمنى أن يحالفه الحظ بأن يلتقط صورة تجمع كافة رجال الدولة كصورة تعبيرية عن الماضي والحاضر والمستقبل، عرف أن الكثير سيركزون على التقاط صور أبناء الرئيس الأسبق وآخرين للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي: «وضعت نفسي في موقع الجمهور، أردت أن التقط صورة تخلد تلك المرحلة، وجود أبناء مبارك والرئيس االحالي في صورة واحدة أمرا جلل ولم يحدث أن التقيا قبل ذلك».
أشعة الشمس الحارقة لم تسعف عمرو أن يمعن النظر في الصورة التي التقطها، حاول أكثر من مرة أن يستوضح الصورة أكثر وأكثر إلا أنه لم يستطع رؤية الصورة بعد التقاطها: «عرفت أنني قمت بتصوير اللقطة التي جئت من أجلها، أرسلتها سريعا إلى الموقع الذي أعمل به ، واستمررت في العمل كأن شيئا لم يحدث».
تمنى عمرو أن يلتقط صورة تجمع مبارك في نعشه ومن خلفه رجال حكمه (فتحي سرور، وزكريا عزمي، وصفوت الشريف) إلا أنه لم يحظ باللحظة المناسبة.
لم يتوقع رئيس قسم التصوير بوكالة رويترز أن تلقى صورته هذا الاهتمام، وأن توصف بالصورة الأشهر في جنازة الرئيس الأسبق: «لم أكن أتوقع هذا الكم من الإشادة، فجأة وجدت هاتفي ينفجر من الرسائل، التهاني لالتقاطي الصورة التي في دقائق تحولت لأيقونة خاصة بجنازة الرئيس الأسبق».