لقاء القاعدة الجوية.. قذاف الدم يكشف أسرارا جديدة عن علاقات مبارك والقذافى
نعى أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية سابقا الرئيس الراحل حسنى مبارك، الذي وافته المنية صباح اليوم.
وقال قذاف الدم فى منشور على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى"فيس بوك": أتقدمُ بخالص العزاء لأسرة الرئيس مبارك ولمصر، في وفاة هذا الرجل النبيل، والجندي الشجاع، الذي التقيته أول مرة في مطلع السبعينيات، وكنت مرافقاً للقذافي في "قاعدة عقبة بن نافع".
وتابع قذاف الدم: كان مبارك قائداً للقوات الجوية وقتها، ومعه مجموعة من الطيارين الذين يستعدون للسفر لفرنسا للتدريب على طائرات الميراج بجوازات سفر ليبية، ومعهم إخوتهم الطيارين الليبيين، وتحدث إليهم "القذافي" يومها ورد اللواء حسني مبارك قائلاً: " أخ معمر سوف لن نخذلكم ولن نخذل الأمة العربية، وهذا عهد مني ومن زملائي" .
وتابع: ثم التقينا بعدها عندما كان يزور مبارك "قاعدة جمال عبدالناصر" بطبرق، والتي تحولت تحت تصرف مصر هي وبعض القواعد البحرية، وقد كان مبارك جاداً ومنضبطاً، ومحل احترام من الجميع، وجاءت الحرب، وكان مبارك عند عهده وفي الموعد هو وإخوتنا الطيارين السوريين، أطلقوا صواريخهم في لحظةً واحدة أعادت الاعتبار للجندي العربي، وعززت ثقة جماهير الأمة بأننا إذا ما تجمعنا نستطيع أن نعبر عنها.
واستطرد: تطورت الأحداث وأصبح مبارك نائباً للسادات، فعمل بثقة وإخلاص وثبات وتواضع، ولقد سمعت هذا الإطراء من السادات نفسه، وجاء به القدر إلى كرسي الرئاسة، ووجد نفسه في دولة مقاطعة من العرب، وتبتز من إسرائيل وأمريكا وخزينة خاوية على عروشها.
وأوفدني القذافي بعد أسبوع في زيارة سرية للالتقاء به، وبدأنا مرحلة جديدة مع الرئيس مبارك، سيأتي يوم أتحدث عنها بما فيها من عثرات وإيجابيات وهذا حقه وحقنا.
لقد أعاد مبارك مصر إلى حضن العرب، وخلق توازنا في الاندفاع للعلاقة مع العدو الصهيوني، واستقبل القادة الفلسطينيين ولم يزر إسرائيل، ولم يسمح لأمريكا أن تستخدم مصر ضد إرادتها، وأهمها عندما طلبوا منه العدوان على ليبيا، أو السماح بضرب ليبيا من الأراضي المصرية ولن ينسى شعبنا له ذلك.
وفي عهده وقعنا الاتفاقيات العشر، وأهمها حرية العمل والتنقل والإقامة دون قيود .
وقد واصلت في عهده تحمل مسئولية العلاقات بيننا، ومن طرف مصر اللواء عمر سليمان، فكان هناك تعاون عسكري واقتصادي وأمني، وفي كل المجالات .
وعندما جاءت 25 يناير، وانسحب الرئيس مبارك تاركاً للشعب ما يريد، في اليوم التالي أوفدني "القذافي"، لالتقي "المشير طنطاوي" حاملاً رسائل يوصيه فيها خيراً بمبارك واحترام تاريخه، الثانية يبلغه بأننا نستشعر بأن الأوضاع المصرية ووجود الجيش في الشوارع قد تغري الصهاينه بالعودة إلى سيناء، الثالثة أبلغته بأن القوات المسلحة الليبية جاهزة وتحت تصرف مصر إذا ما دعت الضرورة.
وأريد أن أشير إلى أن مبارك كان إنساناً بسيطاً، ولم يكن فاسداً أو سارقاً أو مخادعاً كما روج له أعداؤه، لقد زاد عدد المصريين في عهده 30 مليونا، ولولا ما قام به من جهد اقتصادي وإداري وفي ظروف صعبة ما وجد لهم رغيف العيش الشريف، مشروعات اقتصادية ومدارس ومستشفيات ومليارات من الاسثمارات والمشروعات الزراعية ، والمدن الجديدة والاستقرار، ولولا سياسته المتوازنة لما وجدوا سوقاً لهم من بغداد إلي طرابلس .
وأكيد جل من لا يخطىء، وهو كما قال لم يكن ناصر ولم يكن السادات.
سلطان عمان يعزي الرئيس السيسي في وفاة مبارك
زرته منذ بضعة أشهر فوجدته هو ذلك الجندي النبيل، الذي التقيته منذ عقود لم ينكسر وبنفس الروح، ندعو له بالرحمة والمغفرة والبقاء لله .