إنجازات وإخفاقات التعليم في عهد مبارك
رحيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك جدد الحديث حول تاريخ الرئيس الأسبق وما قدمه من إنجازات وما أخفق فيه على مدار ٣٠ عاما قضاها على رأس السلطة منذ عام ١٩٨١ وحتى ٢٠١١ وقت أن تنحى عن السلطة إثر أحداث ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١. وواحد من أبرز الملفات في عهد حسني مبارك ملف التعليم قبل الجامعي. شهد قطاع التعليم قبل الجامعي العديد من الإنجازات خلال سنوات حكم الرئيس الأسبق، فقد تولى مبارك المسئولية.
وكان عدد المدارس الحكومية بضعة آلاف وتوسع في إنشاء المدارس حتى أنهى حكمه وهناك أكثر من ٣٠ ألف مدرسة عاملة في جميع المراحل التعليمية، بالإضافة إلى أن التعليم قبل الجامعي في عهد الرئيس الأسبق كان يعاني من مشكلات عدم وجود إطار قانوني واحد لمنظومة التعليم وكان هناك قانون لكل منظومة فالتعليم الخاص كان له قانون والتعليم العام كان له قانون، فصدر في عام ١٩٨١ القانون رقم ١٣٩ الحاكم لمنظومة التعليم قبل الجامعي حتى الآن. ومن المنجزات أيضا تأسيس شهادة النيل الدولية من خلال مدارس النيل التابعة لوحدة شهادة النيل بمجلس الوزراء، وكذلك وضع الأساس لمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، ورفع موازنة التعليم أكثر من مرة وإن كانت تلك الميزانيات ظلت ضعيفة قياسا بالاحتياجات الفعلية للعملية التعليمية.
وكان مبارك قد ترأس مؤتمرا قوميا للتعليم عقد في ٢٠٠٨ وصدر عنه استراتيجية لتطوير منظومة التعليم ولكن لم يتم تطبيقها، ومن إنجازات الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك انشاء المدينة التعليمية بأكتوبر والأكاديمية المهنية لتدريب المعلمين، والمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، والمدينة الاستكشافية للعلوم ومراكز العلوم، كما أنه في عهده تم التوسع في التعليم النوعي مثل تعليم اللغات عن طريق المدارس الخاصة والدولية وأدخلت وزارة التربية والتعليم العديد من أنماط التعليم، وأنشأت الوزارة مدارس مبارك كول في التعليم الفني، وكانت بدايات استخدام التكنولوجيا في التعليم في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وافتتحت العديد من كليات التربية بدلا من معاهد المعلمين التي كانت لتخريج المعلمين.
وجملة ما تم إنجازه في التعليم قبل الجامعي خلال عهد الرئيس الأسبق كبيرة؛ ولكن في المقابل فقد أنهي مبارك حكمه وترتيب التعليم المصري في مجال جودة التعليم أصبح رقم ١٣٩ من ١٤٠ دولة وهو ما اعتبره خبراء التعليم كارثة تعليمية وتربوية بكل المقاييس، بجانب إنهاء تكليف خريجي كليات التربية وهو ما أدى في النهاية إلى عجز صارخ في أعداد المعلمين وصل حاليا إلى عجز نحو ٣٠٠ ألف معلم، ورغم الإنشاءات والتوسع في المباني المدرسية إلا أن الكثافة الطلابية وصلت إلى أرقام غير مسبوقة حتى تجاوزت الـ٧٠ طالبا في عدد كبير من المناطق، ورغم انه تم تأسيس هيئة الأبنية التعليمية لتقنين أحوال المدارس وإنشاء المباني المدرسية وفقا لرسومات هندسية ومعايير محددة إلا أنه يوجد عجز صارخ في أعداد الفصول قياسا بأعداد التلاميذ.
وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تعرض التعليم لحالة من التدهور لإفراغه من مضمونه، وكان المعلم فى عهد مبارك، يتقاضى 800 جنيه، ما كان يضطر المدرس إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية، وأكدت منظمات عالمية أجرت عمليات تقييم للتعليم فى مصر، أن مصر جاءت فى المرتبة رقم 139 من إجمالى 140 دولة فى مؤشر جودة التعليم الابتدائى، والمركز 59 ضمن 140 دولة فى نسب الالتحاق بالتعليم الابتدائى.
ووصلت نسبة الطلاب الذين يتلقون دروساً خصوصية خارج الساعات المدرسية إلى 58.4%، ما تسبب فى انتشار ظاهرة الغياب عن المدارس خصوصاً بين طلبة الثانوية العامة، ولجأ الطلاب لتلك الدروس بغرض النجاح فى نظام التعليم المعتمد فقط على الامتحانات فى الوصول إلى المرحلة الدراسية التالية.