مبارك والعرب .. ود لم ينقطع ومحبة مستمرة حتى مشهد الرحيل
خبر وفاة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لم يقتصر تأثيره على الداخل المصري، بل أمتد إلى ربوع المنطقة العربية، على المستويين الشعبى والرسمى، وعبر الجميع عن الصدمة لرحيل حكيم العرب، الذي ظلت تربطها علاقات ود مع قادة المنطقة على مدار عقود حكمه، واستمرت المحبة حتى مشهد الرحيل.
وأمضى الرئيس الأسبق حسنى مبارك قرابة الثلاثة عقود فى حكم مصر ومثله مثل أى قائد «يخطئ ويصيب» ولكن مبارك لم يختلف عليه أحد فى وطنيته وحرصه الدائم على الحفاظ على وحدة وأستقرار الوضع المصرى بشكل خاص والعربى بشكل عام.
فجر السعيد ناعية حسني مبارك: "توفي عشية ذكرى تحرير الكويت"
تسلم مبارك مهامه كرئيس للجمهورية عقب إغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وكانت مصر وقتها مجمد عضويتها داخل الجامعة العربية كما تم نقل مقر الجامعة العربية إلى دولة تونس عقب إعلان مبادرة الرئيس الراحل السادات عن مبادرة السلام مع إسرائيل وكذلك تجميد عضوية مصر فى منظمة التعاون الإسلامى.
واستطاع مبارك بحنكته المتعارف عليها أن يستكمل عملية السلام ويتم تنفيذ إتفاقية طابا وأن يحسن العلاقات مع الدول العربية إلى أن عادة مصر من جديد إلى طبيعتها كعضوة بجامعة الول العربية عقب انقطاع دام سنوات ثم عاد مقر الجامعة العربية إلى القاهرة من جديد وكذلك عادة عضويتة مصر بمنظمة التعاون الإسلام وكانت هذه الخطوات بمثابة انطلاقة جديدة للعلاقات المصرية العربية.
حرص مبارك على استغلال الموقع الجغرافى لمصر وتاريخها القديم إلى أن تكون مصدر قوة وسط الدول العربية وظات مرجعية فى عدد من الأمور والقضايا الملحة وكانت مدينة شرم الشيخ موقعاً مميزا ومحببا لمبارك فى عقد العديد من اللقاءات المهمه واتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالدول العربية.
وفاة حسني مبارك | 11 شائعة عن وفاة الرئيس الأسبق
أدلى الرئيس الأسبق مبارك بتصريحات عديدة بشأن الممكلة العربية السعودية واعتبرها بمثابة الركيزة الأساسية للعمل العربى كما كان يربطه علاقة قوية مع الإمارات والبحرين والكويت والعراق وسوريا وليبيا وباقى الدول العربية بشكل عام.
ولعبت مصر فى ظل حكم الرئيس الأسبق مبارك دور الوسيط فى عدد من القضايا العربية منها من تم وضع حلول نهائية له كما حدث خلال توسط مصر بين سوريا وتركيا في نزاع حول الحدود عام 1998 وتحويل تركيا لمجري الماء والادعاء بدعم سوريا لحركات التمرد الكردية.
كما أضرت مصر فى التسعينيات إلى التدخل العسكرى فيما سميت بحرب تحرير الكويت بعدما حصل مبارك على وعد كاذب من الرئيس العراقى صدام حسين حين ذاك الوقت بعد غزو الكويت ولكن مفاجأة الغزو لمبارك جعلته يتدخل لتحرير الكويت وبالفعل أستطاع التحرير مما جعل الشعب والقيادة الكويتية النظر إلى مبارك على أنه قائد الأمة العربية وظلو له أوفياء حتى عقب وفاته إنهالت التعازى عليه عبر جميع وسائل الإعلام الكويتية والإماراتية خاصة أن دولة الإمارات أعلنت تنكيس أعلامها لوفاة مبارك.
وفي 2009 وعندما لمحت إدارة أوباما إلى تفكيرها في مد حمايتها لحلفائها في الشرق الأوسط (إذا استمرت إيران في أنشطتها النووية المزعومة)، أكد مبارك بأن "مصر لن تكون جزءا من أية مظلة نووية أمريكية على دول الخليج."
الإمارات: مبارك صاحب المواقف الوطنية والتاريخية
وفى ذات الشأن العربى وتحديداً فيما يخص فلسطين كان موقف مبارك واضحاً ولا يوجد فيه أى لبس وفى حديث لأحدى القنوات الإسرائيلية أكد أنه أبلغ القيادات الإسرائيلية بأنه لا سلام دون القدس كما أن الرئيس الحالى محمود عباس أبو مازن أكد مراراً خلال حديثة مع عدد من الصحفيين خلال تواجده بمصر وخلال مشاركة «فيتو» فى هذه الجلسات بأن الرئيس مبارك كان له مواقف صريحة وقوية داعمه للقضية الفلسطينية.
واستمرت رحلة مبارك خلال الثلاثين عاماً كرئيساً لمصر حتى جاءت بما تسمى بثورة يناير وأطاحة به وأعلن مبارك تنحيه عن الحكم محذراً من تبعيات ما يحدث فى مصر من أعمال شغب ومؤكداً أنها مؤامرة دولية لابد من اليقظة لها والالتفاف حول القوات المسلحة المصرية وأن التاريخ سوف يحكم عليه بما له وما عليه.