من طابا إلى نصيحة أكل الفول.. محطات في علاقات مبارك بإسرائيل | فيديو
رحل الرئيس الأسبق حسني مبارك، تاركا خلفه 3 عقود تعد الأهم فى تاريخ مصر، وبطبيعة وضعه كرئيس لهذه البقعة المحورية من الأرض، فرض عليه المنصب الاحتكاك بالاحتلال الإسرائيلى سياسياً، بعد ضربته الجوية في حرب أكتوبر عام 1973.
وبدأت معركة الرئيس الراحل مع الاحتلال فى استكمال الحرب بالدبلوماسية والقانون الدولى بهدف استرداد أرض طابا الغالية التى ظل خلفها حتى قام برفع العلم المصري فوقها، لتشهد مسيرته فى الحكم بعدها محطات مختلفة فى العلاقات مع تل أبيب أساسها فلسطين، قضية العرب المركزية.
ارتبط اسم مبارك بالعديد من الملفات مع الإسرائيليين أبرزها طابا، وسبق أن نشرت صفحة "آسف يا ريس" فيديو عن طلب الجانب الإسرائيلى أن يتنازل مبارك عن جزء من أرض سيناء أو يستبدلها بغيرها، إلا أنه رفض وقال "أبدًا هاخد كل شبر في أرض مصر دي مش عزبة ملكي دي ملك 65 مليون مصري"، فضلا عن مذكرات كتبها بخط يده سرد فيها ذكريات تلك القضية.
وفي حديث مبارك مؤخرًا عن ملف طابا، قال: "لم يكن الطريق إلى استرداد طابا سهلا أو ممهدًا، ولم تكن فقط بمثابة سلسلة من المفاوضات فبعد انتصار السادس من أكتوبر 1973 وفض الاشتباك الأول في يناير 1975 تم توقيع معاهدة السلام في 6 مارس 1979، والتي أصر الرئيس الراحل أنور السادات أن تنص على انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المصرية التي احتلت في عام 1967».
وأضاف: «بدأت مشكلة طابا في مارس عام 1982 والتي لا تتعدي مساحتها كيلو متر مربع ونشب الخلاف حول النقط الحدودية وخاصة العلامة 91 وكان قراري واضحًا أنه لا تفريط في حبة رمل واحدة من تراب أرضنا الغالية وإصرار مصر على حق اللجوء إلى التحكيم الدولي والشرعية الدولية لاستكمال كامل أراضيها، واجهتها كل مراوغات إسرائيل وفي التاسع عشر من مارس عام 1989 توج انتصار جيشنا الباسل في معركة الكرامة «معركة العبور» بانتصار جديد للمفاوض المصري والدبلوماسية المصرية والكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية التي نجحت في تقديم البراهين والدلائل على حق الوطن التاريخية في هذه القطعة الغالية من أرضها "طابا " واستمرت مصر طابا بانتصارها مرة أخرى في ملحمة سياسية تاريخية أعتز وأشرف بها».
أكل الفول
مبارك أيضًا جمعته مواقف طريفة مع الإسرائيليين، والتي رصدها الإعلام العبري، ومنها أحاديثه مع رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إسحاق شامير، والذي طالبه ذات مرة أن يجرب أكل الفول المصري.
مبارك والقدس
كما أن مبارك كان له موقف ثابت من القضية الفلسطينية وملف القدس، والتي ظهرت في تصريحاته العلنية.
وتحدث في وقت سابق عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعترف منذ توليه بمبدأ الأرض مقابل السلام لحل الصراع العربي الإسرائيلي، معقبًا: «قال لا مفيش أرض مقابل السلام، عايز سلام مجاني».
لقاءات مبارك مع الإسرائيليين
ومن بين الأسرار التي جمعت الإسرائيليين مع مبارك وكشف عنها، أرييه شومر، مساعد الرئيس السابع لدولة الاحتلال، عزرا وايزمان، الذي كان يربطه علاقات قوية مع مبارك، إذ يروي أنه في أحد لقاءته مع مبارك في القاهرة طلب الرئيس الإسرائيلي الأسبق من مبارك تخفيف عقوبة الجاسوس الإسرائيلي،عزام عزام الذي ألقى القبض عليه بتهمة التجسس لصالح دولة الاحتلال.
وأضاف أن رد مبارك كان: "يدي مكبلة" -في إشارة إلى أن المسألة ليست بيده والقضاء واحده صاحب كلمة الفصل فى القضية-، لكن مبارك طلب من وايزمان، بعد أن يغادر إلى إسرائيل أن يبقى مساعده "شومر" في القاهرة "لأن هناك شيء ما ينتظره".
ويروي شومر،: "أرسل مبارك سيارة لتأخذني إلى متحف بانوراما حرب أكتوبر. كانت هناك مفاجأة تنتظرني: قام ضابط مصري بتسليمي كتاب توراة أخذ من أحد الأسرى في اليوم الأول للحرب”.
وأضاف شومر: "حينما تفحصت الكتاب وجدته نصف كتاب فقط لا أدرى أين ذهب النصف الثاني، عدت به إلى إسرائيل، والرئيس وايزمان أهداه وقتها لرئيس الأركان آنذاك شاؤول موفاز ".
حديثه عن شرف مروان
اقرأ أيضا:
وفاة مبارك.. التفاصيل الكاملة لوفاة الرئيس محمد حسني مبارك
وحول الحديث الدائر منذ عقود حول علاقة أشرف مروان بإسرائيل، صرح مبارك مؤخرًا بقوله: "شهادة للتاريخ أشرف مروان ليس جاسوسا لإسرائيل والسادات أثبتها أمامي عندما أكد أنه يرسل من خلاله معلومات مضللة لمن تصوروا أنهم جندوه لصالحهم".
تهديد بالحرب
من بين المواقف التى جمعت مبارك بقادة الاحتلال، هو تلويحه بالحرب بالرغم من اتفاقية السلام، وذات مرة طلبة منه نتنياهو منح جزء من سيناء لسكان قطاع غزة فكان رد الرئيس الأسبق عليه: “كده هنحارب تانى”.
وحينما هدد أفيجدور ليبرمان بقصف السد العالى، خرج مبارك وقتها أمام الاعلام ليؤكد أنه فى حال إقدام المقاتلات الإسرائيلية على تلك الخطوة سوف تظل عالقة فى الجو، لن تجد مهبط فى الأراضي المحتلة بعد دكها.