رئيس التحرير
عصام كامل

طريقة تناول الإعلام الأجنبي لأحداث "تقسيم" تثير غضبا في تركيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أدت طريقة تناول وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة، للأحداث التي تشهدها تركيا بصفة عامة، ولا سيما ميدان "تقسيم" وسط مدينة اسطنبول، إلى خلق حالة كبيرة من الغضب داخل الأوساط السياسية والشعبية في تركيا.

فلقد دأبت بعض المحطات التليفزيونية المختلفة مثل "بي بي سي"، و(سي إن إن انترناشيونال)، على تصوير تلك الأحداث المتعلقة بحديقة "المنتزه" المطلة على ميدان تقسيم، والتي انطلقت قبل 15 يوما، على أنها "حربا داخلية"، الأمر الذي أدى إلى تحرك عدد من المسؤولين الأتراك، من بينهم وزراء، لإعلان غضبهم من ذلك الأسلوب الإعلامي الذي لا يعكس حقيقة الواقع.
هذا وقد قام مئات الآلاف من الأتراك، بتدشين حملة مناهضة لتلك المؤسسات الدولية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة على الإنترنت، لاسيما وأن بعض تلك المحطات، وتحديدا قناة (سي إن إن) الأمريكية، استمرت بعد ظهر أمس، في بث مباشر لأحداث تقسيم على مدى 7 ساعات متواصلة، أوضحت فيها للشعب الأمريكي أن ما يحدث في تركيا ما هو إلا حربا داخلية.
وليس هذا فحسب بل قامت وسائل الإعلام المذكورة التي يبدو وكأنها قامت بعملية "إنزال" في تركيا، لمتابعة احتجاجات اسطنبول، بإثارة الغضب بين الشعب التركي، لتلاعبها في المادة الإعلامية ببعض البرامج المباشرة التي كانت تنقلها من مكان الحدث.
ومن الملفت للانتباه أن قناة (سي إن إن) إحدى أهم القنوات على مستوى العالم، تغطي تلك الأحداث مباشرة لساعات طويلة، فضلا عن قيام كل من وكالة اسوشيتد برس (AP)، ورويترز باستئجار نقاط للبث المباشر من الميدان لفترات طويلة.
وقد حرصت المؤسسات الصحفية الأجنبية التي تتابع الاحتجاجات التركية، على تقديم الأحداث التي وقعت بالأمس بالتزامن مع قيام الشرطة التركية بتنظيف الميدان من الحواجز واللافتات، ضمن آخر الأخبار على مدى الساعة.
ولعل قيام محطة (سي إن إن ) الأمريكية، بتغطية الأحداث في تركيا بشكل متواصل، دون التعرض من قريب أو بعيد لما يجري في سوريا من أزمة إنسانية، يثير الشكوك حول مهنيتها التي تنتهجها في مجال العمل الإعلامي.
ولقد أدى تركيز تلك المحطة الأمريكية التي تبث داخل الولايات المتحدة، على الأحداث التركية لدرجة تغطيتها لها بشكل مباشر لمدة 7 ساعات متواصلة بالأمس، إلى خلق حالة من الحيرة والدهشة لدى الأميركيين أنفسهم.
وعلى جانب آخر نجد الكاتبة (كارول ويلامز) في مقالتها التي نشرتها في صحيفة (لوس أنغلوس تايمز)، في الأيام الماضية، قد شبهت رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، بالديكتاتوريين، كما أن الكاتب بيرون أكوهيدو من صحيفة (يو إس إيه توداي) اليومية الأمريكية، قد ادّعى كذبا أن الحكومة التركية قامت بقطع الانترنت في البلاد.
ولم تختلف محطات (فوكس نيوز) الأمريكية، و(بي بي سي) الإنجليزية، و(سكاي نيوز) عن (سي إن إن) من حيث الحرص على النقل المباشر والمستمر لتلك الأحداث، فضلا عن العديد من الوكالات مثل رويتز واسوشيتد برس اللتين قامتا باستئجار نقاط بث مباشر قريبة من الميدان ودفعت قيمة الإيجار لمدة 20 يوما مقدما.
ووصلت قيمة تأجير ليلة لغرفة بالجزء المطل من فندق (هيل أوتيل) على الميدان، 350 يورو في الليلة الواحدة لوسائل الإعلام المختلفة، وتنخفض هذه القيمة إلى 300، و150 يورو في بعض الفنادق الأخرى، هذا وقد حرصت بعض الفنادق على منع مستأجري الغرف التي تطل على الميدان من التصوير بأي شكل من الأشكال.
ومن القنوات الأخرى التي تولي تلك الأحداث أهمية كبيرة، قناة "الجزيرة " القطرية، التي قامت بنقل فريق عملها الذي عمل لتغطية الثورة المصرية لفترة طويلة، إلى مدينة اسطنبول.
كما أن الصحافة الروسية تعد من بين وسائل الإعلام المختلفة التي باتت تهتم بشأن الأحداث التركية، إذ تقوم قناة روسيا اليوم الناطقة بالانجليزية ببث طويل ومباشر لتلك الأحداث، لكن من المؤسف أنها تستخدم بعض العناوين التي لا تعكس حقيقة الأحداث، وذلك مثل "الربيع التركي"، و"الحرب التركية"، و"اسطنبول ساحة حرب".
الجريدة الرسمية