هل يشكل الإخوان خطورة على المسلمين في الغرب؟
تتصاعد حملات الخناق على جماعة الإخوان الإرهابية في كل البلدان الغربية تقريبا، فحلقات الغضب حولها تتزايد، من كل التيارات السياسية، والمثير أنها أصبحت تجر على المسلمين ويلات وشبهات لا قبل لهم بها، للحد الذي جعل بعض الساسة الأوربيون ينادون علنا بإقامة دول مسيحية خالصة، تجعل من آيات الكتاب المقدس دستورًا لها.
والتيارات الدينية جعلت الإسلام محل نقاش وجدل كبير في الغرب، بسبب الخوف والقلق من احتمال تفشي العنف والصراع في المستقبل، ولإصرار الإسلاميين وخاصة الإخوان، على فرض أفكارهم على المجتمعات الأوروبية، وهي نفس الأفكار، التي عطلت الديمقراطية، وتسببت في دمار بلدانهم الأم .
محلل سياسي: مشروع الإخوان حقن نفسية المواطن العربي بكراهية الحكومات
وتمدد التطرف في أوروبا، جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعلن منذ إبريل 2019 صراحة، مقاومة الإسلام السياسي الذي وصفه بأنه يهدد القيم الجمهورية، ويسعى إلى توطين فكر الخلافة في البلاد.
وطلب ماكرون من حكومته، أن تكون عنيدة ضد الإسلاميين، فهم من وجهة نظره أشخاص يسعون باسم الدين، لتنفيذ مشروعات سياسية، وهي أفكار اجتثتها القيم الجمهورية منذ عقود مضت.
ولم يكتفِ ماكرون بذلك بل طالب بمراقبة مصادر الأموال الخارجية، وعدل القانون ليمنح السلطات حق إغلاق المدارس، عندما لا تحترم قوانين الجمهورية، وكذلك المؤسسات الثقافية عندما لا تحترم قواعد الجمهورية فيما يتعلق بالنظام العام أو محاربة الإرهاب.
ويرى إبراهيم ربيع الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن أوروبا ومعها الكثير من بلدان العالم، لم يتحدث منهم أحد بهذه اللهجة تجاه المسلمين، إلا عندما فرضت عليهم التيارات الإسلامية أفكارهم الدينية.
وتابع: جعلوا من النقاب واللحية والتطرف والعنف، خلال الثلاثين عاما الماضية، واحدة من التفسيرات الأوسع انتشارًا عن الإسلام في الغرب، بما أشاع عنه صورة ذهنية غير متسامحة، بل ومعادية للإسلام نفسه مما ساهم بالطبع في جعل المسلمين أعداء للقيم الأوروبية.
وأشار الباحث إلى أن الإسلام وبسبب تطرف الإسلاميين، أصبح في نظر الكثير من أبناء الغرب، قد يعلن الحرب يوما ما على العقل والحضارة، وهي فوبيا تؤكدها أغلب استطلاعات الرأي، ولهذا صعد نوع جديد من الليبرالية لأول مرة لايعرف التسامح، ويقف ضد الاعتراف بالتنوع الديني والثقافي، وهو خطاب ينتشر بشدة في جميع أنحاء أوروبا، ويرى أن الاعتراف بحقوق الأقليات الدينية، على شاكلة الإسلاميين.
واختتم: الإخوان والتيارات الدينية يشكلون تهديدًا واضحًا لحرية التعبير وحقوق المرأة في كل مكان ظهروا فيه، وهي قيم أساسية للمجتمعات الوطنية، ولا تعرفها بالطبع التيارات الأصولية، على شاكلة الإخوان والذين معهم، على حد قوله.