حكم العمل بالأحاديث الواردة في فضل شهر رجب
أعلنت دار الإفتاء عن نتيجة استطلاع هلال شهر رجب لعام 1441 هجريًا، حيث أشارت إلى أن اليوم الإثنين هو المتمم لشهر جمادى الآخرة، وأن غدًا الثلاثاء هو غرة شهر رجب لهذا العام، ومن الأسئلة التى ترد في هذا الشأن هو "حكم العمل بالأحاديث الوادة في فضل شهر رجب".
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أنه ورد في فضل شهر رجب وصيامه أو صيام شيءٍ منه أحاديث كثيرة، وقد قسَّمها الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "تبيين العجب بما ورد في فضل رجب" إلى ضعيفة وموضوعة.
وأشارت الدار أنه كان الضعيف أحد عشر حديثًا؛ منها حديث: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ: رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ» رواه البيهقي في "فضائل الأوقات"، وحديث: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ» رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"، والبيهقي في "شعب الإيمان". وأضافت الدار أنه كان الموضوعُ واحدًا وعشرين حديثًا؛ منها حديث: «مَن صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة ﴿الْحَمْدُ﴾ مرة، و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ عشرين مرة، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ ثلاث مرات، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْنَّاسِ﴾ ثلاث مرات، فإذا فرغ من صلاته صلى عليَّ عشر مرات، ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بعث الله إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات ويغرسون له الأشجار في الفردوس، ومحا عنه كل ذنب أصابه إلى تلك الليلة، ولم يكتب عليه خطية إلى مثلها من القابل، ويكتب له بكل حرف قرأ في هذه الصلاة سبعمائة حسنة، وبُني له بكل ركوع وسجود عشرة قصور في الجنة من زبرجد أخضر، وأُعطي بكل ركعة عشر مدائن في الجنة، كل مدينة من ياقوتة حمراء، ويأتيه ملك فيضع يده بين كتفيه فيقول: استأنِفِ العمل، فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك».
تعرف على حكم صيام شهر رجب عند الفقهاء
وأوضحت أنه هذا لا يمنع من التزود بالعمل الصالح في هذا الشهر المعظم، ولا يمنع أيضًا من العمل بما ورد من الضعيف في هذا الباب؛ عملًا بما عليه جماهير الأمة من التسامح في العمل بالضعيف في باب الفضائل، بشرط ألَّا يشتد ضعفه، وأن يندرج تحت أصلٍ معمول به، وألَّا يعتقد الفاعل ثبوته، وذلك كما هو مُقَرَّرٌ ومُفَصَّلٌ في موضعه في كتب مصطلح الحديث، وهو ما يتفق مع الأحاديث الضعيفة الواردة في هذا الباب.