حكم الشرع في قتل الحيوانات الضالة؟.. الإفتاء توضح
تميزت الشريعة الإسلامية أنها اعتنت بكافة الجوانب الخاصة بحياة الإنسان المسلم، ومن الأسئلة التى ترد في هذا المجال "ما حكم قتل الحيوانات والكلاب الضَّالَّة في الشوارع؟".
ومن جانبها أوضحت أنه لا يجوز شرعًا قتل الحيوانات الضالَّة من الكلاب وغيرها إلا إذا تحقق ضررها وأذاها- كأن تصبح مهدِّدة لأمن المجتمع وسلامة المواطنين- وكان القتل هو الوسيلة الوحيدة لدفع أذاها عن الناس.
وأشارت إلي أنه إذا تعيّن القتل وسيلة لدفع هذا الأذى والضرر- بحيث لا يوجد سبيل غير ذلك- فلا يجوز اللجوء إلى الطرق الوحشية في تنفيذه، بل يجب مراعاة الإحسان في ذلك؛ كما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "إنَّ اللهَ كَتَبَ الإحسانَ على كُلِّ شَيءٍ؛ فإذا قَتَلتم فأَحسِنُوا القِتلةَ، وإذا ذَبَحتم فأَحسِنُوا الذِّبحةَ، وليُحِدَّ أَحَدُكم شَفرَتَه، وليُرِحْ ذَبِيحَتَه" رواه مسلم من حديث شَدادِ بنِ أَوسٍ رضي الله عنه؛ فيتحرى الطرق السهلة السريعة في ذلك بحيث لا يكون فيها تعذيب ولا إيلام للحيوان، ويكون هذا التخلص في حدود دفع المؤذي منها دون غيره، وبواسطة الجهات المعنية بهذا الأمر، كما يجب مواراة جثثها بعد ذلك بعيدًا عن عبث الناس بها أو تَأَذِّيهم من جِيَفِها.
حكم من جامع زوجته أثناء الإحرام؟
وأكدت الدار أنها نبهت على أن قتل مثل هذه الكلاب والحيوانات ليس هو الطريقة المثلى لدفع ضررها وأذاها، بل الأَولى في ذلك اللجوء إلى جمعها في أماكن ومحميات مخصصة لها كما فعله المسلمون في تعاملهم مع هذه الحيوانات وغيرها؛ حيث عملوا أوقافًا على الكلاب الضالة: وهي أوقافٌ في عدة جهات، يُنفَق مِن رِيعها على إطعام الكلاب التي ليس لها صاحب؛ رحمةً بهذه الحيوانات ودفعًا لضررها، واستنقاذًا لها مِن عذاب الجوع حتى تستريح بالموت أو الاقتناء، وحفاظًا في الوقت ذاته على التوازن البيئي الذي قد يُصاب بنوع من الاختلال عند الإسراف في قتل هذه الكلاب والحيوانات المؤذية، وهذا يدل على مدى الرحمة التي نالت في الحضارة الإسلامية كل شيء حتى الحيوانات.