هل ترفرف الأرواح على القبور يوم الجمعة ؟
اعتاد أهل الموتى زيارة قبورهم يوم الجمعة ظنا منهم أن الميت يشعر بذويه أو أقرب الناس إليه وهم جالسون عند شاهد القبر فى ظل ما يتردد بأن روح الأموات ترفرف حول القبور يوم الجمعة واليوم الذى يليه أو الذى يسبقه فما حقيقة ذلك ؟ يجيب الدكتور على جمعة مفتى مصر السابق فيقول :
بالنسبة أولا لزيارة المرأة القبر ففيها كراهة، لأن الاسلام يريد لها ان تنسى الحزن وتزاول أعمالها مرة ثانية فى الحياة ..ولكن نحن نفتى للمرأة بالذهاب الى القبر من اجل حالتها حالتها النفسية والصحية لانها فقدت عزيز لديها ابوها او اخوها او ابنها او زوجها ، وهى محرومة منه وهذا الذهاب للقبر سيريحها . فنفتى لها ان تذهب ولكن المهم الا تحدث مخالفات شرعية ، فلا نياحة ولا أصوات مرتفعة بالبكاء ولا تلطم الخدود ولا تشق الجيوب ، المهم الا تقول الا مايرضى الله ـــ عز وجل ـــ وانما ذهابها مع الالتزام هو من باب العلاج . الا انه الافضل ان تبتعد وتنسى الاحزان وتخالط الحياة ولا داعى للاصرار على الذهاب كل يوم جمعة حتى وان كان ذلك يسلى قلبها ويحدث تهدئة لنفسها الا انه الافضل الابتعاد عن زيارة القبور سواء للمرأة او الرجل . اما بالنسبة للارواح التى تشعر بالزائر او ترفرف حول القبور يوم الجمعة او اى يوم آخر فليس فى الكتاب او السنة الصحيحة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى هذا الامر هذا التفصيل . انما هو موجود فقط فى كتب التراث منسوبا الى التابعين ، فبعض تابعى الصحابة او بعض تلامذة الصحابة كما فى كتاب التذكرة للامام القرطبى صاحب التفسير يقول :إن الروح لها اتصال بعد عصر يوم الخميس والى فجر السبت ، وكأن هناك تليفزيونا تفتحه الروح للاتصال بزائرى القبر فيرى فيه زائريه ، ويرى فيه من يذهب اليه .
حكم الشرع في نعيم القبر وعذابه هذا الكلام ليس موجودا فى الكتاب وليس موجودا فى السنة انما هو موجود فى التراث ونحن فى هذه الحالة غير ملزمين باعتقادها . وهى ان كانت ممكنة عقلا فالسؤال هو كيف عرفها التابعى ، ربما يكون قد قرأها فى كتاب من روايات بنى اسرائيل ، أو وردت عن انبياء بنى اسرائيل او عن طريق آخر ..لذلك انا لا التفت اليها ، لا أكذبها وكذلك لا أصدقها ، لا أكذبها ولا انكرها الا اذا ترتبت عليها مفاسد ..ففى هذه الحالة اكرهها واكذبها ..لكن هى كمعلومة غير موثقة .
