"شكوكو" أول أراجوز تصنع من أجله التماثيل
مطرب شعبى لا يمكن أن تقارنه بغيره سواء من عاصروه ،مثل الفنان عبد العزيز محمود، أو بمن جاءوا بعده بسنوات مثل المطرب محمد العزبي والمطرب أحمد عدوية، احترف المونولوجات في الأفراح والموالد قبل أن يصبح أحد أهم العناصر السينمائية، التي تضيف للأفلام نكهة مميزة بخفة ظله، هو الفنان محمود شكوكو.
فى مثل هذا اليوم عام 1985 رحل أراجوز السينما ورائد فن المونولوج محمود شكوكو، حيث تميز بظهوره على خشبة المسرح وهو يرتدى الطرطور والجلباب البلدى وفى يده العصا.
بدأ محمود إبراهيم اسماعيل الشهير بمحمود شكوكو (ولد عام 1912 بحى الدرب الأحمر) العمل بالفن فى فرقة على الكسار بأجر يومى 20 قرشا ، وتعود قصة تسميته باسم مركب (محمود شكوكو) إلى رغبة جده إسماعيل في ذلك، حيث كان يقوم بتربية ديوك رومي، وأحيانا تتعارك مع بعضها البعض فيصدر كبيرها صوت "ش ش كوكو"، فأصر أن يكون اسم حفيده بينما أراد الوالد أن يطلق على ابنه محمود، فاستقرا على إطلاق هذا الاسم المركب عليه.
وبعد أن ذاع صيته تلقفته الإذاعة ــــ وقت أن سمعه كروان الإذاعة محمد فتحى ـــ لتقديم المونولوج الضاحك لبس الجلابية البلدى ، وقدم (حبيبى شغل كايرو .. مفيش فى القلب زيه ، ورد عليك فل عليك ، فستان الحلو شوال ، البادنجان ابو خل جنان ، احنا الثلاثة ، ياواد ياحدقة ...الى آخره ) .
ومن شدة إعجاب الموسيقار محمد عبد الوهاب به لحن له ولأول مرة يقدم هذه النوعية من المونولوجات (يادابحة القلب بقزازة ..ليه الهجر ده ليه ) .
اشتهر بتقديم فن الأراجوز على مسرحه وقدم من خلاله نكتا على أغانى عبد الوهاب وأم كلثوم فغنى (حب ايه اللى انت جاى تقول عليه هوه فيه فى الدنيا أحلى من الجنيه) وغنى (اتظن انى لعبة فى يديك ..اتظن انى راح ابوس رجليك) . نجاحه غير العادي جعله يؤسس فرقة استعراضية خاصة به وذلك عام 1946، وتكونت من: عبد العزيز محمود، وتحية كاريوكا وسميحة توفيق، وتقدم عروضها على مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة.
بدأ مشواره مع السينما عام 1944 بفيلم "حسن وحسن" بعده أصبح القاسم المشترك فى الأفلام الأبيض والأسود وصل إلى اكثر من 200 فيلم. تعرض لحملة شديدة بعد اشتراكه مع على الكسار فى تمثيل فيلم "الدنيا بخير" عام 1946 بسبب وضع اسمه على افيش الفيلم يسبق اسم على الكسار الذى اعتبرها إهانة له فقال فى مجلة روز اليوسف عام 1946 (كيف ذلك دانا اللى عملته وكان بيشتغل عندى بعشرين قرش) بعد العدوان الثلاثى على مصر قام شكوكو بجولات فى الشوارع وعربات الترام يجمع التبرعات فى صندوق يحمله فى يده ويقدمها لجيش البلاد وحول هذا الدور الوطنى يقول :لست وحدى من يقوم بهذا العمل الوطنى بل هناك فنانون وفنانات يقومون اكثر منى بهذا الدور ومنهم السيدات فاتن حمامة وتحية كاريوكا وشادية واخرون فى عروقهم حب مصر التى أعطتنا كل شيء وحان أن نرد لها الجميل ..ولن نوفيها حقها ابدا.
لم يكن محمود شكوكو يعرف القراءة والكتابة، ولكنه حرص على تعلمها دون مدرس، فأخذ يدعو المارة أن يقرأوا له لافتات المحال التجارية، ليحفظ شكلها، كما كان يشتري مجلة "البعكوكة"، ويمنحها لشخص يقرأها له ويكتب كلماتها، حتى تعلم القراءة والكتابة، كما علم نفسه بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية.
يعتبر شكوكو أول فنان يصنع له تمثال بأشكال مختلفة له وكان اسمه "الاراجوز " أو "شكوكو " وتردد أن هذه التماثيل استُخدمت في النضال ضد الإنجليز، فقد كان المناضلون يحتاجون لزجاجات فارغة يملؤنها بغازات سامة ويلقون بها على العدو، وحتى يحصلوا على أكبر قدر ممكن من الزجاجات، فكروا في استغلال شعبيته وانتشار تماثيله، ليبادولونها بالزجاجات، فكان الباعة ينادون "شكوكو بقزازة" فكل زجاجة فارغة مقابل تمثال لشكوكو.
ولمهارته في عالم النجارة ولشدة تعلقه بالتمثال الذي صُنع له فكر في استغلال الأمر لصالحه ولصالح الفن، فقام بتصنيع العرائس الخشبية، وكانت بداية تقديم عدد من مسرحيات العرائس، منها "السندباد البلدي"، و"الكونت دي مونت شكوكو" ووضع ألحان المسرحية كلا من: محمود الشريف وسيد مكاوي، وأخرج العملين صلاح السقا، أما التمثيل فكان لعدد من كبار النجوم وهم: يوسف شعبان، حمدي أحمد، السيد راضي، وتوقف نشاط هذه الفرقة عام 1963.
اقرأ أيضا:
كريم عبد العزيز يمازح أمير كرارة: استلفت شنبك لتصوير مشهد
عانى في نهاية حياته من المرض، وطالب جمهوره عبر صفحات الجرائد والمجلات بالسؤال عنه وزيارته في المستشفى، وهو ما لاقى إقبالا كبيرا من محبي محمود شكوكو، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1985.