“بيت الأمة” في قبضة رجال الأعمال.."أبو شقة" يسترضي أقطاب الوفد بـ"المناصب الشرفية".. والأموال كلمة السر للتحكم
«المال يهزم التاريخ».. النتيجة الوحيدة التي يمكن استخلاصها من انتخابات المكتب التنفيذى لحزب الوفد، التي جرت مؤخرًا، حيث شهدت جداول الفائزين بالمناصب الكبرى في «بيت الأمة» ظهور أسماء جديدة على الحزب العريق، وغياب أسماء ظلت لسنوات طويلة محتفظة بتواجدها على قمة الهرم الوفدي.
رجال الأعمال
وهو ما أرجعه البعض إلى رغبة قيادة «الوفد» في الاستفادة بأكبر قدر ممكن من ثروات رجاله، لا سيما وأن «الوفد» على أعتاب ثلاثة استحقاقات دستوري، انتخابات البرلمان ومجلس الشيوخ، والمحليات.
المهندس حسين منصور، القطب الوفدي القديم، والذي لم يغادر مقعد نائب رئيس الحزب لسنوات عدة، كان خارج حساب «تنفيذي الوفد»، ورغم الخبرة العريضة التي يتمتع بها «منصور»، وتاريخه الانتخابى الحافل بالإنجازات، إلا أنه لم يتمكن من الاحتفاظ بمقعده، في ظل الظروف المالية التي تحيط بـ «بيت الأمة» في الوقت الحالى، والمديونية الكبيرة التي أصبح المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب، مطالبا بإيجاد طرق لتسديدها.
طارق سباق
السيناريو ذاته تكرر مع القيادى الوفدى الشهير، طارق سباق، الذي خرج هو الآخر من سباق «نائب رئيس الحزب» صفر اليدين، غير أن «أبوشقة» سرعان ما عمل على ترضيته، حيث قرر منحه منصبا شرفيا بالحزب، وهو مساعد رئيس الحزب، وهو منصب لا يحتاج إلى خوض أية معارك انتخابية للحصول عليه.
وتضم القائمة أيضا وكيل مجلس النواب الحالي، النائب سليمان وهدان، الذي ترشح في العام الماضي وفاز بمنصب نائب رئيس الحزب، غير أنه امتنع هذا العام عن الترشح، ليمنحه هو الآخر المستشار بهاء أبو شقة منصب الرئيس الشرفي للوفد قبل انطلاق ماراثون الانتخابات مباشرة، ولكن هذا المنصب أيضا شرفي على غير المناصب المنتخبة والمسئولية وواسعة الصلاحية.
محمد عبد العليم
أما البرلمانى السابق، والقطب الوفدى محمد عبد العليم داوود، وكيل البرلمان الأسبق الذي غادر مقعد نائب رئيس الحزب، خلال الانتخابات الماضية، والذي راوده الأمل وترشح أيضا في الانتخابات الحالية التي أجريت منذ عدة أيام، فلم يحالفه النجاح أيضا فيها رغم التواجد منذ عدة سنوات متتالية نائبا لرئيس الحزب.
على الجانب الآخر احتل رجال الأعمال الأماكن الخالية التي تركها أقطاب «الوفد»، وحصل على منصب نواب الرئيس مكان الأقطاب الحاليين الدكتور هانى سرى الدين رجل الأعمال الشهير، الذي ينفق ببذخ في الحزب بالملايين ولا يبخل في الإنفاق، حيث كلفه أبو شقة أيضا بمنصب رئيس مجلس إدارة جريدة الوفد للتخلص من الديون الكثيرة ووضع خطة للخروج من أزمتها المالية.
وهناك أيضا الدكتور خالد قنديل الذي انضم للحزب منذ فترة ليست بالبعيد، لكنه صعد في المناصب سريعا وأصبح عضوا في الهيئة العليا، ليقتنص بعدها منصب نائب رئيس الحزب وهو أيضا من الأثرياء وأصحاب الأموال الكثيرة الذي سيعطي للحزب الكثير والكثير خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الدستورية انتخابات مجلس الشيوخ والمحليات والبرلمان المقبل والتي تحتاج إلى أموال كثيرة.
والأمر ذاته تكرر مع الدكتور محمد عبده، الذي حصد منصب نائب رئيس الحزب في الانتخابات الأخيرة.
سيناريو الترضية
المثير في الأمر هنا أن سيناريوهات «الترضية» التي ينفذها رئيس الحزب خلال الأسابيع الماضية، لم تكن الخطوة الوحيدة التي اتخذها لضمان منافسة «الوفد» في الاستحقاقات الدستورية المقبلة، حيث اتجه «أبوشقة» إلى التواصل مع المفصولين من جبهة رئيس الحزب المفصول، الدكتور السيد البدوي، بعد انتخابات المكتب التنفيذي وأطلق مبادرة «لم شمل» جديدة، وأجرى اتصالات واجتماعات مع المفصولين تمهيدا لعودتهم للحزب مرة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.