صوفى أبو طالب.. رئيس مر مرور الكرام
أحد الذين مروا في التاريخ في لمحة بصر، لا ضجيج لا طحين بالرغم من المناصب التي تولاه في تاريخه الطويل من العمل بالمجال العام وعالم السياسة على وجه الخصوص، الصدفة وحدها قادته إلى أن يكون رئيسا لجمهورية مصر العربية لثماني ليال وتسع نهارات، في أعقاب اغتيال الجماعات التكفيرية للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات يوم 6 اكتوبر عام 1981، أننا نتحدث عن صوفى أبو طالب ابن محافظة الفيوم.
تخرج صوفى أبو طالب في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946، وأوفد في عام 1948 إلى فرنسا ليحصل على دبلومة التاريخ القانوني والقانون الروماني من جامعة باريس.
لم يكتف بطموحه بل واصل المثابرة على تحقيق أحلام وأهداف أبعد مما تمنى أقرانه، إذ حصل على دبلوم القانون الخاص من جامعة باريس في عام 1950، ومن ثم حصل على درجة الدكتوراة عام 1957 من جامعة باريس، كما حصل في عام 1957 على جائزة أفضل رسالة دكتوراه من ذات الجامعة، وفي عام 1959 حصل على "دبلوم قوانين البحر المتوسط" من جامعة روما.
بالنظر إلى كل ما سبق، فإن الرجل مؤهل لأن يقود دفة مجلس الشعب وأن يتولى رئاسته بإحكام دون تسيب أو إهمال، وحسب الدستور المصري 71 ينص على تولي رئيس مجلس الشعب رئاسة الجمهورية وتسيير الاعمال لحين انتخاب رئيس جديد، وفي ذلك الوقت كان صوفى أبو طالب رئيسا لمجلس الشعب، ليتولى رئاسة البلاد مؤقتا.
في ذلك الوقت كان أبو طالب صاحب المنصب الاعلى تشريعيا في البلاد، إذ ترأس مجلس الشعب في الفترة من 4 نوفمبر عام 1978 حتى 1 فبراير عام 1983.
مرت الثمان ليال على صوفى أبو طالب بردا وسلاما، وتمكن من يصل بالعهدة التي أسندت إليه إلى بر الامان دون وجود أطماع في الدخول في أي معترك سياسي للحفاظ على المنصب.
توفي أبو طالب في عام 2008 وحتى يومنا هذا ما زلنا نذكر الرجل بشيئ من التأدب والاحترام والغجلال لموقفه ودوره الوطني في وحدة الصف داخل الدولة المصري دون أطماع او أهواء تقود البلاد لحالة من التعثر أكثر مما كانت فيه بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات.
الوفاة كانت خارج البلاد بالتحديد في ماليزيا، عندما كان يشارك في الملتقى العالمي الثالث لرابطة خريجي الأزهر حول العالم في كوالالمبور.