110 أعوام على ذكرى اغتيال بطرس غالى على يد إبراهيم الوردانى
فى مثل هذا اليوم 20 فبراير عام 1910 وفى الواحدة ظهرا تم اغتيال رئيس الوزراء المصرى بطرس باشا غالى أثناء خروجه من مكتبه بمجلس النظار برفقته حسين باشا رشدى وزير الحقانية وفتحى باشا زغلول وكيلها وعبد الخالق ثروت باشا النائب العمومى.
وتعتبر هذه الحادثة أول حادث اغتيال سياسى فى تاريخ مصر الحديث.
وبدأت الحادثة أثناء قيام رئيس الوزراء بركوب بركوب سيارته وإذا بست رصاصات تنهال تجاهه واستقرت ثلاث منها فى رقبته.
وكما نشرت الأهرام فى ذلك الوقت نجح الحرس فى الإمساك بالقاتل ونقل بطرس باشا إلى المستشفى وقبل وفاته نطق بآخر عبارة يبرئ فيها نفسه من التهم التى نسبت إليه قائلا “يعلم الله أننى ما أتيت ضررا ببلادى ولقد رضيت باتفاقية السودان رغم أنفى وما كان باستطاعتى أن اعترض عليها، إنهم يسندون إلى حادث دنشواى ولم أكن منها ولا هى منى، ويعلم الله أننى ما أسأت إلى بلادى أبدا”.
جاءت عبارته الأخيرة بعد انتشار أقوال واتهامات لرئيس الوزراء بالتواطؤ فى اتفاقية السودان لصالح الإنجليز وكذلك معاونة الإنجليز فى تنفيذ أحكام حادثة دنشواى.
أعدت جنازة رسمية مهيبة لرئيس الوزراء بالعباسية بدأ النائب العمومى فى استجواب القاتل "إبراهيم ناصف الوردانى" 24 سنة ـــ عضو تنظيم اليد السوداء ـــ طالب كلية الصيدلة فى قسم الموسكى، الذى أعلن أن سبب جريمته أن بطرس باشا خائن لوطنه لثلاثة أسباب: الأول أنه وقع مع اللورد كرومر على اتفاقية الحكم المشترك للسودان بين مصر وبريطانيا مما يعنى انفصال السودان عن مصر للأبد، وثانيا رئاسة بطرس باشا للمحكمة التى شكلت لمحاكمة أهالى دنشواى وما أصدرته من أحكام، والثالث دور بطرس فى مشروع مد امتياز قناة السويس لمدة أربعين عاما أخرى وما فيه من اخفاق للحقوق المصرية.
كشفت التحقيقات انتماء القاتل لجماعة متطرفة (جمعية التضامن الأخوى) التى تضم المحامى القبطى ناصف أفندى جنيدى.. الذى دافع عن الوردانى، وحكمت المحكمة بإعدامه وطعن محاميه فى الحكم ورفض المفتى التصديق عليه إلا أن المحكمة لم تلتفت لذلك وتم إعدام القاتل فى يونيو 1910.
تعرف على مسيرة الفنان بطرس غالي المحكوم عليه بالسجن 30 عاماً
حاولت بريطانيا الادعاء بأن اغتيال بطرس غالى جاء بسبب التعصب من بعض المسلمين إلا أن محامى القاتل أكد فى المحكمة أن الحادث جاء بسبب ضيق الصدور بالاحتلال الإنجليزى لمصر وتعبيرا عن رفض سياسة الاحتلال.