انتخابات الرئاسة الأمريكية.. ساندرز وبايدن الأقرب للإطاحة بترامب
يبدو أن الانتخابات الرئاسية في الدولة التي تصنف على أنها من أقوى الأمم في وقتنا الحالي، قد اشتعلت مبكراً، إذ بدأت الانتخابات في تصدر الصفحات الأولى للصحف الأمريكية، كما زاد طرح القضية عبر وسائل الإعلام المختلفة وبرامج التوك شو، ما يجعلنا نتساءل هل سنرى الرئيس الـ 46 في تاريخ الولايات الأمريكية، أم ينتصر الرئيس الحالي دونالد ترامب ويخيب آمال كل من راهنوا ضده ويؤجل ظهوره لمدة 4 سنوات آخري.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية
يتولي منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، رجل الأعمال الشهير دونالد ترامب، بعد أن حطم كافة الاستطلاعات والتوقعات في عام 2016، وفاز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، علي المرشحه السابقة والديمقراطية البارزه هيلاري كلينتون، فهل يستطيع تكرار الأمر بعد 4 سنوات من توليه المنصب ويفوز مجدداً، أم يكتفي المواطنون الأمريكيون بـ 4 سنوات، شهدوا خلالها العديد من السياسات الجديدة علي كافة الإدارات الأمريكية السابقة ويعطوا الفرصة للمرشحين الآخرين.
دونالد ترامب
يعتمد الرئيس الأمريكي ترامب علي بعض الأدوات التي من الممكن أن تتيج له الحصول علي 4 سنوات آخري من رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فبالرغم من كم الانتقادات والهجوم والخطوات التي واجهها خلال فترته الرئاسية التي تقرب علي الانتهاء كان أبرزها محاولة الكونجرس ومجلس الشيوخ عزله من منصبه علي خلفية مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأوكراني، بالأضافة إلي محاولتهم تقييده في الحرب مع إيران خشيةً التورط في حرب لا تريدها الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت، إلا أنه مازال يراهن علي تلك الأدوات الا وهي:
اليمين المتطرف.. أظهرت أغلب خطابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مغازلته إلي اليمين المتطرف، من خلال عدة قضايا أبرزها، الحدود المكسيكية والعصابات الإجرامية وأزمه المهاجريين غير الشرعيين.
إذ يلبي الرئيس الأمريكي الحالي ما يطالب به أغلب أحزاب ومؤيدي اليمين المتطرف في البلاد، وظهر ذلك خلال حملته الانتخابية في عام 2016، وايضاً مازال متمسك بتلك السياسة خلال الانتخابات المقبلة، حيث شرع ترامب في بناء جدار عازل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، وفرض بعض التقييدات علي الحكومة المكسيكية لمجابهة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية من جانبها، بالإضافة إلي إقراره بعض القوانين المعنية بالتقييد علي المهاجرين.
اللوبي اليهودي .. يعتمد ترامب علي قاعدة اليهود الانتخابية ويبدو أنه اعتماد متبادل، إذ يري اللوبي اليهودي وإسرائيل دونالد ترامب كـ "بابا نويل"، إذ يوزع ترامب هداياه بين الحين والآخر عليهم، ويمكننا أن نري ذلك في العديد من القضايا، أبرزها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس كعاصمة لإسرائيل، بالأضافة إلي اعترافها بالمستوطنات الإسرائيلية، واخيراً ألقي عليهم ترامب بهدية "صفقة القرن".
الحزب الديمقراطي
وفي ظل إنشغال الرئيس الأمريكي ترامب والحزب الجمهوري، بالأزمات والعراقيل التي يسعي الحزب الديمقراطي إلي تصديرها إليهم، مثل إجراءات العزل التي أستمرت لمدة ليست بالقليلة، ثم إجراءات منع الحرب مع إيران، ظهر علي الساحة الأمريكية 3 مرشحيين ديمقراطيين يبدو أنهم الأقرب للإطاحة بترامب وهم السيناتو بيرني ساندرز ويعد الأبرز، ثم يليه جو بايدن ومايكل بلومبرج.
بعد التقارير الطبية لترامب وساندرز.. صحة المرشحين لرئاسة أمريكا تثير جدلا
بيرني ساندرز
أظهرت استطلاعات الرأي الأمريكية الأخيرة، تقدم المرشح الديمقراطي، السيناتور بيرني ساندرز علي كافة نظرائه من المرشحيين الديمقراطيين الذين يستعدوا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عن الحزب الديمقراطي.
وهو ديمقراطي اشتراكي، يدعم النموذج السياسي لدول شمال أوروبا، والذي يوصف بالديمقراطية الإجتماعية، فهو يرى الديمقراطية في العمل فكرة جيدة، ويركز ساندرز في حملته الإنتخابية على المشاكل الإقتصادية كالدخل وزيادة الضرائب على الأغنياء وزيادة الحد الأدنى للرواتب، والرعاية الصحية، وتقليل ديون طلاب الجامعات، وتخفيض موازنة الدفاع لتوفيرها في القضايا الداخلية، بالإضافة إلى العمل على جعل الدراسة في الجامعات والكليات الحكومية مجانية، وزيادة فوائد التأمينات الإجتماعية.
يدعم ساندرز قوانين إجازات الرعاية الوالدية والإجازات المرضية وإجازات العطلات، كما يدعم ايضاً القوانين التي تسهل للعاملين الإنضمام أو تأسيس اتحادات.
ويعتقد ساندرز أن ظاهرة زيادة درجات الحرارة عالمياً هي واقعية، ويرغب في العمل على الحد منها، بينما يعارض اتفاق الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ، وهو أيضاً معارض لغزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، ويدعم فكرة الا تتجسس الحكومة علي المواطنيين الأمريكيين.
كما أنه يوصف بـ الليبرالية في آراءه الإجتماعية، مثل تأيده لزواج المثليين ومنح الإقامة للمهاجرين الغير شرعيين.
يذكر أن ساندرز قد ولد في 8 سبتمبر 1941، وهو سياسي أمريكي وسيناتور بارز، تولي منصب محافظ مدينة برلينجتون من عام 1981وحتي عام 1989، كما كان عضواً في البرلمان الأمريكي منذ عام 1991 إلي عام 2007، ومنذ عام 2007 وحتي وقتا هذا يشارك كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي، ودخل في المنافسة لمرشح الرئيس في انتخابات الولايات المتحدة الرئاسية لعام 2016 عن الحزب الديمقراطي، ولكن تم اختيار هيلاري كلينتون كمرشحة للحزب بدلا منه.
جو بايدن
كان السياسي الأمريكي ونائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق، قد تصدر أغلب استطلاعات الرأي الأمريكية حول الانتخابات الرئاسية، ولكنه شهد تراجع حاد في بعض المناطق في الآونة الآخيرة، ولكنه ما زال من أبرز المنافسين علي منصب الرئيس الأمريكي.
ويعتبر بايدن من الليبراليين، حيث أنه يدعم البحث عن مصادر جديدة للطاقة، وفيما يتعلق بالهجرة فهو يؤيد منح تأشيرات للعمال الزائرين، ولكنه يدعم فكرة الجدار العازل على الحدود المكسيكية، كما أنه كان مؤيد لغزو أفغانستان في عام 2001، والعراق في عام 2003، وهو من أبرز الداعيين إلي تقسيم العراق لثلاث فيدراليات "كردية وسنية وشيعية"، كما كان يؤيد إرسال قوات أمريكية إلى السودان، وبخصوص القضية الفلسطينة، يعد من أبرز المؤيديين إلي اسرائيل، ويدعم فكرة حل الدولتين، وفيما يتعلق بإيران، فهو يؤيد الخيار الدبلوماسي مع استخدام أسلوب العقوبات، وصوت ضد اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
مايكل بلومبرج
أشارت العديد من التقارير الأجنبية، إلي الاقتراب المفاجيء إلي الملياردير الأمريكي ورجل الأعمال مايكل بلومبرج، من المنافسة علي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث أظهرت العديد من الاستطلاعات والانتخابات التي يجريها الحزب الديمقراطي فيما بينه للوصول الي مرشح يمثل الحزب في الانتخابات الرئاسية، زيادة قاعدة مؤيديين الملياردير الأمريكي.
وتلقي الملياردير الأمريكي والمرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الاتهامات حول إنفاقات حملته الإنتخابية، حيث وصفها العديد من المراقبون والمحللون بالمهوله، كما وصفه البعض "بمن أشتري مكانه في السباق الانتخابي"، بعدما أنفق علي حملته ما يصل إلي 260 مليون دولار، ويطرح عمدة نيويورك السابق، ورجل الأعمال الأمريكي من أصل يهودي، نفسه كمرشحا معتدلا.