أمين "البحوث الإسلامية": وثيقة "الأخوة الإنسانية" تسعى لتصحيح مسار الإنسان
قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الحوار بين أصحاب الديانات والثقافات المختلفة نقطة في غاية الأهمية، لا سيما وأن هناك من يحاول أن يختطف الدين لخدمة مصالحه وأهوائه، موضحًا أن هذا اللقاء يؤكد على عمق العلاقة بين أتباع الديانات، وأن الأزهر كمؤسسة دينية لا يعيش بمعزل عن مؤسسات الدولة المختلفة، مشيراً إلى مؤتمر الأزهر الأخير للتجديد في الفكر الإسلامي، الذي جاء ليؤكد على جملة من المبادئ الأخلاقية التي تؤكد على علاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
وأكد فضيلته خلال كلمته بندوة "من حرية العبادة إلى حرية الدين والمعتقد"، التي نظمتها السفارة الإيطالية اليوم الثلاثاء، بالمركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة، على إمكانية الشراكة بين الدول والمؤسسات الدينية، لافتًا إلى أن عقد هذه الندوة هو إشارة واضحة على أن ما ينسب للأديان من عنف وتحريض على الإرهاب ليس صحيحًا رغم بعض التجاوزات التي قد تصدر عن بعض المنتسبين إلى هذه الأديان.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الأديان جاءت لتقرر مصالح العباد، وتحقيق مقاصد عظمى تتمثل في حفظ النفس وحرمة الدم وحرية الدين والمعتقد، وإن كانت هناك بعض التصرفات المسيئة من قبل بعض المنتسبين للأديان؛ فلا يجب أن تُتخذ كمدخل لإطلاق الأحكام والصور النمطية السلبية بل لابد من اقتصارها على مرتكبيها، إذ لا يمكن أن تكون الأديان قد جاءت بكل الأمور التي تبني الإنسان وفي نفس الوقت تدعو لهلاكه.
وبين فضيلته أن المبادرات المتعددة التي تقوم بها المؤسسات الدينية وعلى رأسها مبادرة وثيقة الأخوة الإنسانية التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرانسيس، سعت بإخلاص إلى تصحيح مسار الإنسان والعودة به إلى إنسانيته والحفاظ على كرامته، مؤكدًا أن الترويج لهذه الوثيقة يعد تعزيزًا للإنسانية وجعلها في أبهى معانيها وصورها، كما أشاد بجهود المجلس القومي وبيت العائلة المصرية وتجربتهم الفريدة في صعيد مصر، من خلال ما يعرف بمبادرة "طرق الأبواب".
من جانبه أكد الدكتور أحمد حمزة، المدرس بقسم القانون المدني بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، على أن مصر حرصت على كفالة حق العقيدة وحريتها، كحق من الحقوق الأساسية للإنسان، بموجب نصوص الدستور التي تمثل الوثيقة القانونية الأعلى داخل الدولة المصرية، موضحًا أن الدستور المصري نص على أن حرية العقيدة مطلقة، وأن ممارسة الشعائر الدينية لأصحاب الديانات السماوية حق ينظمه القانون.
شيخ الأزهر: وثيقة الأخوة الإنسانية طوق نجاة لأزمات الإنسان المعاصر
وشارك في فعاليات الندوة كل من، السفير جامباولو كانتيني، السفير الإيطالي بمصر، والسفير نيكولاس هنري، سفير دولة الفاتيكان، والسفير أحمد جمال الدين، مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان، والسفير قيس العزاوي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأسقف بافلي، الأسقف العام ومساعد البابا لشئون الاسكندرية، والسفير قدري عبد المطلب، مسئول العلاقات الخارجية بمشيخة الأزهر.
وتضمنت فعاليات الندوة عدة جلسات، ناقش خلالها المشاركون العديد من الموضوعات الهامة، شملت دور حرية الدين والمعتقد في تعزيز المساواة في المجتمعات ذات التعددية الدينية، وحرية الدين والمعتقد في المذاهب الإسلامية والمسيحية المعاصرة، ومنع التحريض على العنف والجرائم الوحشية.