الكشف أون لاين "الطريق السريع للموت".. تحذير من نقابة الأطباء عن كوارث العيادات الإلكترونية.. ومتخصصون يكشفون الأسباب

لم تقتصر السوشيال ميديا علي اللتواصل الإجتماعي ولكنها أصبحت أيضا منصة إلكترونية لنشر الاستشارات الطبية والاجابة علي تساؤلات المرضي، المأخذ الأساسي على وسائل التواصل الاجتماعي هو أن أغلب الحسابات الطبية لا تدار من قبل أطباء، وإنما من قبل أناس عاديين لا علاقة لهم بالطب وغالباً ما تتضمن الكثير من المعلومات المغلوطة، الأمر الذي يشكل خطورة على صحة المواطنين.

تحذير

وفي وقت سابق أصدرت نقابة الأطباء بيانا صحفيا قالت فيه إنها لا تسمح بإعطاء استشارات طبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإلا ما هو فائدة العيادة والكشف الإكلينكي، وكيف يمكن وصف علاج دون تشخيص المرض؟، مشيرا إلي أن هناك بعض الأطباء يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي كمجال للإعلان المدفوع الأجر والدعاية، وهو ما يناقض لائحة آداب المهنة، مشددة على ضرورة الالتزام بعدم تضليل المتلقي، معلنه رفضها تحويل الإعلام الطبي لإعلان مدفوع الأجر، مؤكدة علي أن الإعلام الطبي يعانى من فوضى شديدة.

وأوضحت النقابة أنها رصدت بعض الوقائع والمخالفات للاستشارات الطبية المغلوطة التي تحدث على "فيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه لم يصل للنقابة أي شكاوى رسمية تتهم طبيبا بالابتزاز أو السؤال عن أطباء وهميين، مؤكدة علي أنه غير مقبول أن يعطي الطبيب استشارات طبية ووصف علاجات عبر "السوشيال ميديا" و"فيس بوك".

نقابة الأطباء توفر 50 ألف جنيه قرضا حسنا.. اعرف الشروط

الظروف المادية

ومن جانبه يقول "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي أن الإنترنت أصبح سوقا كبيرا وجريدة خاصة لكل مواطن لا يمكن السيطرة عليه، استغل البعض الظروف المادية القاسية للمواطنين وعدم قدرتهم علي الذهاب للطبيب وقدموا استشارات طبية لهم من باب الدعاية والإعلان، وخاصة في مجال الطب النفسي.

وأوضح استشاري الطب النفسي أن مهنة الاستشاري النفسي أصبحت مهنة لمن لا مهنة له، فقد بات الحصول على شهادة المستشار النفسي سهلة جدا بمجرد دراسة كورس أو كورسين تنمية بشرية وأصبح مصرح لهم فتح عيادة وعلاج المرضى، مؤكدا هذه فوضى فلا يوجد قانون ينظم ممارسة المهنة، حيث أن المرضي يشكون أمراضهم لغير المتخصصين الذين من الممكن أن يرشدهم بشكل خاطئ.

إطلاق 59 قافلة طبية مجانية بـ25 محافظة.. وتستمر لنهاية فبراير الجاري

ومن جانبه، يقول طارق كامل أمين صندوق نقابة الأطباء وأستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة القاهرة إنه من الضروري أن يقابل المريض الطبيب ويسمعه ويسأله ثم يفحصه بعد ذلك ويعطيه تقرير بتشخيص المرض والعلاج المناسب له، بينما كل ما يحدث بإعطاء استشارات طبية علي مواقع التواصل الإجتماعي أو علي القنوات جريمة كبيرة ولاقيمة لها.

وأوضح "كامل" الهدف الأساسي من مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص الجوانب الطبية التوعية العامة، "كيفية الوقاية من مرض فقط"، انما التشخيص علي الهوا أو مواقع التواصل الاجتماعي لا قيمة له، وعن دور نقابة الأطباء يقول "كامل" النقابة ليست جهة تنفيذيه لا تملك الحق في منع صفحة استشارات طبية علي مواقع التواصل الاجتماعي أو منع إذاعة برنامج تلفزيوني، فدورها يقتصر علي إصدار توصيات والمشاركة في رسم الحياة الصحية في مصر والمحافظة علي حقوق الأطباء ومحاسبتهم في حالة ارتكاب خطأ.