وزير السياحة والآثار في حفل تأبين الدكتور علي رضوان: يوم حزين على أي أثري
نظمت مساء اليوم الإثنين، وزارة السياحة والآثار، حفل تأبين لعالم المصريات الدكتور علي رضوان عميد كلية الآثار الأسبق ورئيس اتحاد الأثريين العرب والذي وافته المنية يوم الأربعاء الماضي.
حضر حفل التأبين لفيف من أساتذة الآثار في جامعات مصر المختلفة، ومديري المعاهد الأجنبية، وأصدقاء وتلاميذ وزملاء الراحل سواء من كلية الآثار أو من وزارة السياحة والآثار أو المجلس الأعلى للآثار.
بريطانيا توافق على ترميم بعض المواقع الأثرية المصرية
وبدأ حفل التأبين بعرض فيلم قصير عن مسيرة الدكتور علي رضوان العلمية والعملية داخل مصر وخارجها، والمناصب التي شغلها.
وفي كلمته، أشار الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار إلى أن اليوم يعتبر يوم حزين بالنسبة لأي مصري وأي أثري في علم المصريات وعلم الآثار بشكل عام، حيث فقد العالم قائدا وعالما يعد مرجعية كبيرة في مصر والعالم أجمع.
وتحدث الدكتور خالد العناني عن علاقته بالدكتور علي رضوان، لافتا إلى أنه على الرغم من أنه لم يدرس على يد الفقيد، إلا أنه ساعده بشكل كبير في اختيار موضوع رسالة الدكتوراة الخاصة به، مؤكدا أن الحديث عن المرحوم لم يكن حديث عن العلم فقط، ولكن حديث عن الأخلاق وعن التواضع، واصفًا إياه "بالقيمة المصرية العالمية" .
وأشار إلى أنه شغل العديد من المناصب على الصعيد العربي والألماني والدولى وبمنظمة اليونيسكو، فإنه نموذج رائع وعلمه سيظل ينتفع به، كما أنه سيظل له سيرة عطرة بين كافة تلاميذه.
وأوضح وزير السياحة والآثار أن قيام الوزارة بتنظيم حفل تأبين للدكتور علي رضوان ليس لأنه صاحب فضل على الأثريين فقط وإنما لأنه كان له فضل كبير على الوزارة وعلى المجلس الأعلى للآثار على مدار عقود طويلة، حيث ظل يعطي علمه ومجهوده بإخلاص وتفانٍ ودون أي مقابل في مجال المتاحف المصرية واللجان.
واختتم الوزير كلمته داعيا له بالرحمة، ولأسرته الصبر والسلوان.
كما تحدث خلال حفل التأبين الدكتور محمد الكحلاوي أمين عام الاتحاد العام للأثريين العرب، والدكتور أحمد رجب عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، وكل من السيدة سوزان والسيدة إيزبيلا رضوان ابنتي الدكتور علي رضوان رحمه الله، والدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم الأسبق والمستشار الثقافي المصري بفيينا الأسبق، والدكتور ستيفان زيد الماير مدير المعهد الألماني.
فقد تحدث الدكتور محمد الكحلاوي أمين عام الاتحاد العام للأثريين العرب، عن صداقته للراحل التي دامت على عقود خمسة منذ 1974، وعلى الصعيد الأسري تحدث عن مواقف المرحوم النبيلة وخاصة إسهامه المباشر في تسجيل حضارة مروي بالسودان علي قائمة التراث العالمي.
وتحدث أيضا الدكتور حازم عطية محافظ الفيوم الأسبق ومستشار مصر في فيينا الأسبق، عن الراحل، كما تحدث ستيفان زيد الماير مدير المعهد الألماني للآثار في مصر عن حياة الراحل العلمية وعن إسهاماته الدولية، لافتا إلى أن وفاته تعد خسارة لكل العاملين والمهتمين بعلم الآثار، وتحدث عن عشقه لتراث مصر وحضارتها وخاصة الفن المصري القديم، وعن علاقة الراحل بألمانيا والمعهد الألماني.
وتطرق الدكتور أحمد رجب عميد كلية الآثار بالحديث عن الراحل وعن حياته وعلاقته بطلابه وتلاميذه في كلية الآثار حيث تتلمذ على يد الراحل الآلاف من الأثريين.
ثم قامتا ابنتا الراحل سوزان وإيزابيلا رضوان بتوجيه الشكر، للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار عن مبادرته وتنظيم حفل تأبين لوالدهم على الفور، وتحدثا عن العلاقة الأبوية الحميمة التي كان يحرص عليها الراحل مع بناته وتعليمهن تاريخ بلادهن مصر وحضارتها وتعليمهم اللغة العربية.
يذكر أن الدكتور علي رضوان ساهم وأشرف على مئات من الرسائل العلمية، كما شارك في العديد من اللجان العلمية الخاصة بالعمل الأثري بالمجلس الأعلى للآثار فهو من أبرز علماء الآثار المصرية ويعد من جيل الرواد في علم المصريات.
و شهد مشواره العديد من الإنجازات على المستويين الأكاديمي والعملي؛ حيث سعى لحماية الآثار في كافة أنحاء الوطن العربي، وحصل على عدد من الجوائز الدولية والمحلية منها جائزة الدولة التشحيعية والتقديرية وجائزة النيل ووسام قائد من جمهورية ألمانيا الاتحادية.
ويذكر أن الراحل الدكتور علي رضوان حصل على درجة الدكتوراه في الآثار المصرية القديمة من جامعة ميونخ بألمانيا، وشغل العديد من المناصب العلمية حيث كان عميدًا للكلية الآثار جامعة القاهرة، إلى جانب عضوية العديد من الهيئات والمؤسسات المتخصصة منها شعبة التراث الحضاري والأثري بالمجالس القومية المتخصصة، لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة سابقا، واللجان العلمية بهيئة الآثار المصرية، مجلس إدارة المتحف المصري سابقًا، مقرر اللجنة العلمية الدائمة للآثار الفرعونية وتاريخ مصر والشرق القديم لوظائف الأساتذة والأساتذة المساعدين سابقًا، المؤتمر العالمي لعلم المصريات، المؤتمر العالمي لآثار ما قبل التاريخ، المعهد الألماني للآثار ببرلين الغربية، لجنة المتاحف العالمية والشعبة القومية باليونسكو، ورئيس بعثة جامعة القاهرة في حفائر منطقة "أبو صير" (شمالي سقارة) وغيرها.