حسين صدقي يوصي بحرق أفلامه ما عدا "خالد بن الوليد"
فنان لم يحسب على أى تيار ومع هذا تواصل مع كل الأفكار فقدم فيلم "العامل" فأمر الملك فاروق بمصادرته لأنه شيوعي وسيوقظ العمال، وقدم "العزيمة" فوصفه جورج سادول برائد الواقعية، وقدم "الشيخ حسن" حول علاقة المسلم بالمسيحى فظن الملك أنه يقصد به شقيقته الأميرة فتحية التى تزوجت مسيحيا فغير اسمه إلى ليلة القدر.
عالج مشكلة الطفولة المشردة فى الأبرياء وصور حياة اللهو والمجون للملك فى فيلم شهرزاد، واحتقر المال فى سبيل الشرف فى فيلم غدر وعذاب، وفى المصرى افندى تحدث عن الرضا بقضاء الله، وهكذا كانت أفلام الفنان الشامل حسين صدقى، وهكذا كانت اختيارات الفنان حسين صدقى فى افلامه (ولد 1917 ورحل فى مثل هذا اليوم 16 فبراير 1976).
بدأ حسين صدقى العمل الفنى مع فرقة جورج ابيض وفاطمة رشدى ثم انتقل الى السينما ليقدم فيلم العزيمة ليأخذ مشواره الفنى ممثلا ومخرجا ومنتجا وتاجرا وبرلمانيا، وبدأ العمل بالسينما عام 1936 وظل فتى الشاشة الأول طيلة عشرين عاما وكانت أغلب أفلامه صدى للتيارات السياسية والأيديولوجية التى سائدة فى مصر تلك الفترة ورغم ذلك قدم أعمالا إبداعية رومانسية واجتماعية مثل فيلم "الدفاع مع يوسف وهبى"، "عمر وجميلة"، "تيتاوونج" مع الراقصة أمينة نور الدين، ثم ثمن السعادة، شاطئ الغرام إلى آخر سلسلة أفلامه.
واعتزل حسين صدقى التمثيل عام 1956 وتفرغ للاخراج وبعدها اتجه إلى العمل الحر وسجل نفسه فى سجل المصدرين فى الغرفة التجارية عام 1959 واشترى عزبة بالفيوم لتربية الماشية وعمل منحلا، ثم رشح نفسه عضوا فى مجلس الأمة بهدف العمل على إصدار قانون يمنع تداول الخمور وأصبح نائبا عن دائرة المعادى دورتين متتاليتين.
ويحكى ابنه أشرف حسين صدقى: بعد مرحلة التأميم في أوائل الستينيات اعترض أبى عليها وكان قد وصل إلى درجة رفيعة من التدين بعد أن امتلأ بنور القرآن الذى كان يتلوه يوميا فى منزلنا، وكان يبكي عندما يرى أفلامه فى التليفزيون فقرر اعتزال الفن بالرغم من انه كان يعشق السينما حتى إنه عندما طالب الإخوان بإلغاء صناعة السينما كتب يقول: السينما سلاح نستطيع أن نوجهه للتربية والتعليم والإرشاد والتثقيف ومحو الأمية الفكرية وبدلا من لعن السينما ينبغى أن يمدوا أيديهم لإنقاذها.
وأضاف: والدي صمم على الاعتزال وأوصى بحرق كل أفلامه ماعدا فيلم خالد بن الوليد بشرط أن أسافر إلى لندن لأحذف مشهدا للحانة والسكارى فى الفيلم بأحد معامل لندن وكان يعتبر هذا الفيلم أفضل أفلامه.
أزمات تهدد بخروج مسلسل "خالد بن الوليد" من السباق الرمضاني
وأصيب حسين صدقي بجلطة فى المخ نتج عنها شلل خفيف واعتكف بخلوة فى مسكنه يصلى ويقرأ القرآن وزاد عليه المرض فطلب رؤية الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود وكان شيخا للأزهر وفارق حسين صدقى الحياة والدكتور عبد الحليم محمود واقفا على رأسه يقرأ له القرآن.