السيناريوهات المتوقعة حال التوصل لهدنة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان
بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة الأمريكية قريبة من إبرام اتفاق سلام مع حركة طالبان الأفغانية، مؤكداً على أن هناك فرصا جيدة للتوصل لاتفاق خلال الأسبوعين المقبلين.
يطرح هذا الإعلان، قضية هامة، وهي هل نحن على أعتاب اتفاق تاريخي، يستطيع أن ينهي الحرب المستمرة منذ ما يقارب الـ 20 عاما، عندما بدأ الجيش الأمريكي عملياته العسكرية ضد طالبان، على خلفية رفض الحركة تسليم زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، أم أنها مجرد احتمالات؟
ونرصد لكم فيما يلي السيناريوهات المتوقعه في حالة إبرام اتفاق سلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية:
خفض أعداد القوات العسكرية الأمريكية في أفغانستان
بعد فترة قصيرة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بدأ الجيش الأمريكي في مهاجمة العديد من المواقع التابعة لحركة طالبان في أفغانستان، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا، حيث تصنف كأطول حرب شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق.
ويتمثل المطلب الرئيسي لحركة طالبان الأفغانية في رحيل القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان وإنهاء الاحتلال الأمريكي للبلاد، حيث تصل أعداد القوات الأمريكية المتمركزة في أفغانستان إلى ما يقارب الـ 12 ألفا جندي، ومن المقرر أن تخفض الولايات المتحدة من عناصرها العسكرية في أفغانستان إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين.
وكان السيناتور الجمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي ليندزي جراهام، قد أعلن في وقت سابق أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بات قريبا، مشيراً إلى إمكانية خفض عدد القوات الأمريكية لتصل إلى 8 آلاف جندي من إجمالي 12 ألفًا إذا التزمت طالبان بالاتفاقيات، كما أعرب عن رفضه لفكرة الانسحاب الأمريكي بالكامل.
مسئول أمريكي يكشف تفاصيل هدنة واشنطن مع طالبان
انفراجة في علاقة الحكومة الأفغانية وطالبان
من المرجح، في حالة نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في اتفاقها مع حركة طالبان، أن ينص الاتفاق على وقف إطلاق النار في البلاد، وتنظيم العلاقة بين الحكومة الأفغانية والحركة، وهو الأمر الذي اشترطته الحكومة لبدء محادثات السلام مع طالبان، وهو ما قد يمهد لعملية تبادل للمسجونين بين الطرفين، وانفراجة في العلاقات.
انخراط أفغانستان داخل المجتمع الدولي
تتسبب حركة طالبان في فرض حصار وعزلة على أفغانستان، نظراً لخشية العديد من الدول سواء الأوروبية أو العربية في تعزيز علاقتها معها، حيث تخشى هذه الدول التورط في التعامل مع حكومة البلاد، في ظل حالة من عدم الاستقرار الأمني، والعمليات الإرهابية التي تقوم بها الحركة بين الحين والآخر، بالإضافة إلى الوجود العسكري الأمريكي والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يؤدي اتفاق السلام إلى إنهاء هذه العزلة وتعود أفغانستان للمجتمع الدولي من جديد.