فيتو في منزل ناشئ الزمالك المصاب بالسرطان: بشكر الجمهور وأتمنى الفوز في ماتش السوبر| فيديو وصور
في شرفة منزل عمه بالطابق السادس في حي الهرم بمحافظة الجيزة، يتكأ بكلتا ذراعيه على حائط الشرفة، ممسكا بهاتفه المحمول، بين عمليات البحث التي اتخذت جميعها طابعا ثابتا "آخر أخبار نادي الزمالك"، يبحث عن أهداف لاعبي النادي القديمة، يجول بعينه بين مقترحات الأهداف التي ظهرت على محركات البحث، نصف ابتسامة تعلو وجهه بينما يتابع هدفا قديما لأحد اللاعبين ربما يتخطى عمره مرة أو اثنتين.
وهكذا يواصل لاعب الناشئين في نادي الزمالك "سعد محمد" مواليد عام 2000 الخيط المتين بينه وبين النادي بعد انقطاع لأكثر من عام بعد إصابته بـ "لوكيميا الدم".
في فبراير من العام الماضي قرر سعد الذي التحق بنادي الزمالك ولعب رفقة فريق الناشئين منذ حوالي عامين، في طريقه من مسكنه المؤقت بحي السادس من أكتوبر إلى مسقط رأسه في مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، بدا الإعياء على وجهه وجسده، "كنت لسه لاعب 6 ماتشات ورا بعض، حسيت بإنهاك شديد جدا مكنتش عارف سببه، روحت البلد أمي لاحظت إني تعبان جسمي مكسر مش قادر أطلع على السلم".
الإصابة بمرض فقر الدم أو الأنيميا الحادة، هكذا شخص الطبيب حالة سعد منذ توقيع الكشف الطبي عليه، تناول عقاقير الوقاية من فقر الدم مدة أسبوع، "نسبة الهيموجلبين عندي نزلت من ستة لـ 4، الحالة تدهورت، كان لازم ننزل مصر وهناك عملت عملية وتم أخذ عينة من النخاع الشوكي عرفوا من خلالها إني مريض باللوكيميا".. يتحدث سعد بينما ترتعش أصابعه التي بدأت أعراض الكيماوي تؤثر على أطرافها.
لاعب الزمالك يكشف تفاصيل جديدة حول إصابته بالسرطان | فيديو
اهتزت الأرض أسفل قدميه، سارع إلى هاتفه يبحث عن حالات مشابهة لحالته تم شفاؤها وأخرى لم تصمد طويلا، زرع الشيطان في رأسه فكرة إنه لن يكمل الشهرين ثم يموت، "كان عندي أحلام كثيرة وكتير عايز أقدمه للنادي مع أصحابي في الفريق، كنت دائما بحس إني مش هرجع ألعب تاني"، شقاء بالتأكيد طال الأب والأم أيضا، زيارات لهذه المستشفى وتلك، طرقا كافة الأبواب بحثا عن الخلاص.
يقول والد سعد :"رحت للمستشار مرتضى منصور رئيس النادي بعد ما خبينا مدة أكبر من 6 أشهر إن سعد مريض، قلت له يساعدنا علشان نبدأ جلسات الكيماوي في معهد ناصر، وبالفعل تواصل مع وزيرة الصحة وبدأنا جلسات الكيماوي".
خمسة عشر يوما كانت المدة الأولية لتناول جرعات الكيماوي المكثفة، بدت ملامح علاقة سعد بالنادي تتلاشى شيئا فشيئا، "مكنتش بعرف أي حاجة عن النادي غير إني أتابع مواقع صحفية تنقل لي أخبارهم أو الجروب اللي زمايلي في الفرقة عاملينه".
ساعات من الألم الذي يضرب الجسد كله قضاها سعد إلا أنها لم تثنه عن متابعة مباريات النادي لحظة بلحظة، "لو كان فيه مثلا ماتش وقت الجرعة كنت بخلصها وفي عز تعبي بتفرج عليه".
وبعد مرور الـ 15 يوما، يستيقظ سعد نومه في حجرته ليجد خصلات شعره بدأت في التساقط والانتشار فوق الوسادة، "شعري كنت بمسح عليه ألاقيه وقع في إيدي، يمكن دي أصعب لحظة ممكن تعدي على أي إنسان".
ترتيبات قدرية شاءت أن تنتزع سعد مما كان عليه، وكأن القدر أراد أن يقدم له مكافأة دسمة نظير تحمله شقاء الأيام الصعبة في المستشفى، أول أمس فوجئ سعد بينما كان يستعد للحصول على جلسة الكيماوي بزيارة لاعبه المفضل ومثله الأعلى منذ دخوله النادي "لقيت شيكابالا جاي لي بيزروني، وقال لي إنه جنبي كل الناس في النادي جنبي وبيدعموني علشان أرجع ألعب تاني وأحسن من الأول"، أعقب ذلك مكالمات هاتفية عدة من عدد من لاعبي النادي الأهلي، "محدش سابني كله افتكرني بمجرد ما نزلت صورتي على السوشيال ميديا".
مكافأة أخرى قدمتها له الشركة الراعية لمباراة السوبر المصري المزمع عقدها في الـ 20 من فبراير الجاري في ملعب محمد بن زايد في دولة الإمارات، حيث تلقى مكالمة هاتفية كثيرا ما طال انتظارها، "عرفت إنهم أخذوا تصريح من المستشفى إني أقدر أسافر وهروح أحضر الماتش في الإمارات وهقعد جنب اللاعبين، وأكيد ده هيحفزهم يخليهم يلعبوا أفضل، أنا واحد مريض جه خصيصا علشان يدعمهم".
ينتظر سعد كل يوم أن تحين اللحظة التي يعود فيها مرة أخرى إلى النادي ليحقق ما هدف إليه، أيضا يريد أن يعود إلى كليته مرة أخرى "بسبب مرضي طلعت من كلية الإعلام في أكتوبر وحولت لكلية الآداب قسم الإنجليزي، علشان أقدر أوفق بين العلاج والدراسة"، لكن الكرة تحتاج لمزيد من الجهد والطاقة يحاول سعد أن يستمدها ممن هم حوله طوال الوقت، "أنا عايز أقول لجمهور الزمالك إنتو أوفى جمهور في الدنيا وشكرا على دعمكم ليا".