"كورونا" يشعل سوق المستلزمات الطبية.. «الصحة» تطلب حصر مصانع «الكمامات» وطاقتها الاستيعابية.. والشركات تبحث عن «بديل»
«رعب كورونا».. العنوان الأكثر تداولًا في غالبية وسائل الإعلام، المحلية والدولية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل تزايد معدلات الإصابة والوفاة بالفيروس الصينى، غير أن شواهد جديدة جاءت لتؤكد أن أزمات «كورونا» لن تتوقف عند حد مخاوف انتقال العدوى والإصابة بالفيروس، بل ستمتد لما أكثر من ذلك، وبشكل من شأنه رفع معدلات الخطورة، فمن المتوقع أن يشهد القطاع الصحى أزمات عدة خلال الفترة المقبلة، سواء فيما يتعلق بالمستلزمات الطبية، التي ستشهد أسعارها زيادة نظرا للاعتماد الكلي على المواد الخام التي تدخل في صناعة تلك المستلزمات من الصين، وبعد خروج بكين من المنافسة سوف تتجه المصانع المصرية لي شراء المواد الخام من دول بديلة بسعر أعلي نظرا لأن الصين كانت توفر أسعار تنافسية وكميات لا حصر لها.
أما الأزمة الثانية المتوقع حدوثها قريبًا، فتتمثل في انتشار المستلزمات الطبية المغشوشة، بسبب رغبة الدول في سد احتياجاتهم من المستلزمات الطبية بعد توقف الاستيراد من الصين، فسوف تبحث عن أي كميات بأى أسعار مما يفتح الباب أمام مصانع «بير السلم» في كسب مزيد من الأرباح والإنتاج والتهريب وكذلك سد احتياجات السوق المصري.
خوفا من "كورونا".. شركة صينية تبني نفقا لرش العمال بالمطهرات قبل بدء عملهم | فيديو
وفى هذا السياق قال الدكتور شريف عزت، رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات: حجم التجارة مع الصين فيما يتعلق بالمستلزمات الطبية يترواح ما بين 70 إلى 100 مليون دولار سنويا، وجميع أنواع المستلزمات الطبية تأـى من الصين، وأزمة «كورونا» الصين أظهرت أهمية وجود صناعة للمستلزمات الطبية في مصر، لا سيما وأن شركات صينية طلبت من المصانع المصرية أن تصدر منتجاتها إليها، إلا أن مصانعنا ليس لديها القدرة على توفير احتياجات الصين.
«د.شريف» أشار أيضا إلى أن «الصناعة المصرية خلال السنوات الأخيرة لا توجد رؤية واضحة لتطويرها ويتم تعميق عدم الثقة في المنتج المصري»، مع الأخذ في الاعتبار أن عدد مصانع المستلزمات الطبية يصل إلى 330 مصنع والعدد في انكماش.
سقوط الإنسانية في امتحان كورونا
بدوره.. قال عمر عبده، العضو المنتدب لإحدي شركات الصناعات الطبية،عضو شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات: نستورد من الصين جميع المواد الخام الداخلة في صناعة المستلزمات الطبية، وهذا يرجع إلى أن المواد الخام التي تنتجها الصين منخفضة التكلفة، لأن الحكومة الصينية تدعم الصادرات بنسبة 15 % لتشجيع الصناع هناك على التصدير، ولهذا الصين تعتبر المصدر الأول والرئيسى للمستلزمات الطبية.
وتابع: مع أزمة الكورونا حدث في الصين نقص في الكمامات خاصة في ظل توقف المصانع لديهم عن العمل نتيجة الإجازة، بجانب صدور قرار لدى الصين بضرورة ارتداء الكمامات لكل المواطنين أثناء التجول في الشوارع، وفوجئنا بإرسال الصين إلى جميع الشركات التي تنتج كمامات في العالم لفتح باب الاستيراد بكميات لا حصر لها وبأى سعر لوجود عجز لديهم، وعبوة الكمامات التي تحتوي على 50 كمامة تباع بـ10 جنيهات وتكلفتها 9 جنيهات على المصنع وصلت إلى 60 جنيها، والجمارك المصرية منعت تصدير الكمامات بعد إنتاج مصانع «بير السلم» الكمامات بدون فلتر وبدون جودة وانتشرت في السوق ومن يشتري لا يعرف الفرق بين السليمة والمغشوشة، وحاليا البعض اصبح يشتري ماكينات وينتجها ويمكن للماكينة أن تنتج 40 ألف كمامة يوميا وبعد ما كان سعر الكمامة نصف جنيه أصبح يصل إلى 5 جنيهات وزادت فيها فرص النصب.
وأضاف: صناعة المستلزمات الطبية في مصر من الصناعات المتميزة ويمكن التصدير لدول أوروبا وأفريقيا، وسوف تبحث المصانع على سوق بديل للخامات بسعر أغلى، ويمكن الاستيراد من السعودية أو الإمارات أو كوريا أو اليابان، فمستلزم طبى مثل السرنجات كانت الصين تسيطر على 80% من حجم السوق لأن لديهم القدرة على إنتاج كميات كبيرة بأسعار منخفضة، وخروج الصين من المنافسة فيما يتعلق بالسرنجات له تأثير إيجابي على المصانع المصرية لإتاحة الفرصة للإنتاج والبيع في دول مثل أفريقيا، ولهذا سعرها سيرتفع ولكن الزيادة لن تكون مرعبة.
فيما قال شادي الجعار، نائب رئيس غرفة صناعة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات: الصين مصدر للمواد الخام والمنتج النهائي من المستلزمات الطبية، وغالبية ورق التعقيم والبلاستيك المستخدمين في صناعة المستلزمات الطبية المورد الرئيسي لها الصين، إلا أن لها بدائل من دول أوروبا، لذا سوف يتم الاتجاه إلى الاستيراد منها، لكن بتكلفة أكثر مما يؤثر على سعر المنتج النهائي في السوق.
ارتفاع وفيات فيروس كورونا لـ1370 وإصابة 60 ألفا.. و407 في 28 دولة
كما أكد أن «غالبية المستلزمات الطبية سوف يزيد سعرها في السوق وسوف يتحول المصنع المصري من مصدر صيني للمواد الخام إلى مصدر أوروبي»، مشيرًا إلى أن الصين كانت توفر في سعر المواد الخام من 10 إلى 20% وكنا بتلك النسبة نستطيع المنافسة في صناعة المنتج، كما أن المنتجات النهائية الصينية التي تستورد من الصين يمكن للمصانع المصرية صناعتها وطالما خرجت الصين من المنافسة سوف يتحول الطلب على السوق المصري والهندي.
وتابع: هناك نوعيات من المستلزمات الطبية سوف تزيد اسعاها بالسوق منها أجهزة قياس السكر والقساطر البولية وجميع أنواع القساطر وأجهزة نقل المحاليل والسرنجات والملابس الطبية والقفازات الطبية، ومنذ بداية أزمة «كورونا» طلبت وزارة الصحة من الشعبة حصر بجميع بيانات عدد المصانع وطاقتها الاستيعابية التي تصنع الكمامات، إلا أنه لا يوجد لهم حصر نظرا لأن الكمامات منتج غير معقم ولا يتم تسجيله في وزارة الصحة لأن قانون الصيدلة لا يسمح بتسجيل المنتج غير المعقم ولا يوجد سوى 3 مصانع مسجلة لديها مستلزمات معقمة بجانب تصنيع الكمامات، في حين أنها صناعة سهلة يمكن لأى شخص أن يشتري ماكينات ويصنع الكمامات.
“نقلا عن العدد الورقي..”