أردوغان وشركاه لـ "تخريب المنطقة".. منح شركات السلاح التركية الضوء الأخضر في تسليح المرتزقة.. و"مونيتور" يكشف التفاصيل
استطاع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال السنوات الماضية توسيع دائرة نفوذه وزرع المقربين منه في أهم مراكز القوى الداخلية، لاستخدامها في خدمة مخططاتها التخريبية في المنطقة.
لذلك عمل على دعم عمل الشخصيات المقربة منه في مجال شركات السلاح ومنحها الضوء الأخضر لممارسة أنشطتها دون قيد أو شرط، مما انعكس بشكل كبير على الحرب الدائرة في ليبيا، وتوجيه دعم غير مسبق لميليشيات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، خاصة بعد توقيع الاتفاق العسكري واتفاق ترسيم الحدود بين الطرفين، والذي أعقبه نشاط ملحوظ في عمليات نقل الأسلحة إلى طرابلس.
تفاصيل التورط
وكشف موقع «نورديك مونيتور» المتخصص في الشأن التركي، عن تورط شركات تركية مثل بي إم سي أوتوموتيف، وأسلسان، وسادات، وبيرقدار للدفاع، في نقل العتاد والأسلحة لحكومة الوفاق الليبية، مثل الطائرات بدون طيار والآليات المدرعة وشحنات الأسلحة النارية، عبر قنوات سرية يعمل الرئيس التركي على توفيرها من أجل توفير التغطية على تلك الأنشطة المشبوهة من أي ملاحظة أو رصد خلال مرورها عبر مياه المتوسط في رحلتها إلى طرابلس.
تورطت شركة «بي إم سي أوتوموتيف» التي تصنع المدرعات من نوع «كيربي» ويمتلك صندوق الاستثمار القطري نسبة 50% من أسهمها وتقع في مدينة سامسون في مايو الماضي، في نقل 40 مدرعة من صناعتها إلى ميناء طرابلس، وتنتج الشركة أنواعًا مختلفة من المركبات العسكرية بما فيها الدبابات والعربات المدرعة وسيارات تجارية أيضا، وتشارك بنسبة 20% في الصناعة الدفاعية التركية.
بينما تعمل في الوقت الحالي على إنتاج دبابة باسم «ألتاي» سيعلن عنها خلال عامين، بحسب موقع «حرييت» التركي، ويقبع على رأسها بولنت دنكدمير مدير المجلس التنفيذي في الشركة، والمعروف بقوة صلته بالرئيس التركي. بعد إعلان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، خلال العام الماضي عن توقيع صفقة لاستيراد الطائرات بدون طيار من تركيا طراز «بيرقدراتي بي 2»، التفتت الأنظار إلى علاقة اسم الطائرة ورمزيته إلى سلجوق بيرقدار صهر الرئيس التركي، والذي أسس شركة أسلحة في أوكرانيا باسم «بيرقدار» للدفاع، تتعاون مع شركة حكومية أوكرانية لتجارة الأسلحة باسم «أوكرسبتسكبورت»، وفقًا لما أعلنته لجنة الدفاع والأمن الوطني التركي.
تطوير الطائرات
وتعمل تلك الشركة على تطوير جيل جديد من الطائرات بدون طيار، والمقرر أن تتوافر لديها إمكانية الطيران على ارتفاع أعلى من المتعارف عليه من الطائرات في نفس الفئة وقضاء وقت أطول، وتمتلك أيضًا مصنع «تانك باليت» للمدرعات والذي أصدر أردوغان قرارًا خلال 2018 بخصخصته وبيعه لشركة صهره.
وفي ذات السياق، كشفت المعارضة التركية عن الأنشطة المشبوهة لشركة باسم «سادات»، وهي شركة أمن تركية متخصصة في تقديم الاستشارات العسكرية، ينشط عملها مع قادة الميليشيات الخاصة بحكومة الوفاق، وانطلقت أعمالها في طرابلس منذ أشهر، وتعمل أيضًا في مجال تصنيع السلاح، ومالكها عدنان تانري فيردي، وهو لواء متقاعد، تربطه صلة وثيقة مع أردوغان ويعد أحد مستشاريه العسكريين، كما أنه صاحب فكرة تعديل القوانين التركية من أجل منح شركات الأمن مزيد من الصلاحيات وتخفيف الرقابة عليها.
وضمن المزاعم التي تحدث عنها «عدنان» أن شركته تعمل على درء المخاطر التي تواجه العالم الإسلامي، وتعمل في سياق تدريب ما أسماه «الجيش الوطني السوري»، والذي يجري تجهيز أفراده من أجل نقلهم إلى ليبيا، ولم يخف أن كثيرًا من هؤلاء ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، وتستثمر الشركة بشكل موسع في أنشطتها مع حكومة الوفاق، وتمارس دورًا هامًا كوسيط لربط وإنهاء صفقات السلاح بين السراج وشركات السلاح المتخصصة التركية.
وفي المقابل تحصل على نسبة من الصفقة، بالإضافة إلى نشاطها في عملية استقطاب المقاتلين من كل مكان مقابل عمولة تحصل عليها مقابل كل فرد تحضره وقدرها ألف دولار، كما عملت الشركة على تأسيس ما يسمى بـ«فروع الشباب»، والتي انتشرت في قرابة الـ1500 مسجد، وهدفها الرئيس جمع أكبر عدد من الشبان لاستخدامهم في الأعمال القتالية، واستخدام منهج جماعة الإخوان الإرهابية في استمالة عقول هؤلاء الشباب، بحسب دراسة أجراها معهد «جيت ستون» الأمريكي المتخصص في شئون الجماعة الإسلامية.
أما شركة أسلسان التي يتولى إدارتها المهندس هالوك جورجن، والذي كرمه الرئيس التركي واستضافه في مكتبه خلال أكثر من مناسبة، فساهمت أيضًا في إمدادات السلاح الذي تم توريده إلى تركيا، ونقلت الأسلحة الموجهة بالليزر إلى قوات الوفاق، وبحسب موقع «آرمي ريكوجنيشن»، فإن ذلك النوع من السلاح أحدث نقلة نوعية بين المقاتلين في صفوف مليشيات الوفاق، نظرًا لقدرة ذلك النوع من الأسلحة على تدمير الطائرات بدون طيار، وبحسب الموقع فإن ذلك النوع من السلاح الذي صدرته الشركة لحكومة الوفاق، نجح في عرقلة التقدم المتسارع لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وجعلته، بحسب الخبير أليكساندر تيموخين، يواصل تقدمه ولكن ببطء، موضحًا أن الشرطة أرسلت العديد من المستشارين والمدربين؛ للاستعانة بهم في توجيه مليشيات الوفاق.
نقلًا عن العدد الورقي...،