معركة الخطوط الحمراء.. "إدلب وحلب" تعيدان رسم خارطة النفوذ في سوريا
بعد مرور أكثر من أسبوعين، على تكثيف النظام السورى من عملياته العسكرية برا وجوا، سقطت العديد من المدن والقرى والمناطق المختلفة فى محافظتى “أدلب وحلب” فى أيدى النظام، آخرهم وأبرزهم مدينة سراقب التى تشكل نقطة إستراتيجية مهمة فى خريطة صراع النفوذ، لكونها تعمل كـ «نقطة التقاء بين طريقين يربطان العديد من المدن فى أدلب» ما أدى إلى العديد من التغييرات فى خريطة السيطرة على المحافظتين السوريتين.
وتطرح هذه التطورات العديد من التساؤلات حول إمكانية استعادة النظام السورى محافظتى “أدلب وحلب” وإنهاء عقدًا من الدم، بدأ منذ مطلع 2011، وجعلها مقبرة للطامع التركى رجب طيب أردوغان، أم أن هناك أمور أخرى وترتيبات سياسية تجرى فى الكواليس بين جميع الأطراف تهدف فى النهاية إلى إعادة رسم خريطة النفوذ.
عمليات النظام السورى العسكرية فى «أدلب وحلب» أدت إلى العديد من التغييرات الفعلية فى خريطة السيطرة داخل المدينتين حتى الآن، ووثق المرصد السورى سيطرة النظام على أكثر من 144 منطقة داخل المحافظتين، 109 فى أدلب و35 فى حلب.
كما سيطر النظام، على طريق «اوتوستراد دمشق حلب» الدولى والذى كانت تسعى لتحريره منذ عام 2012، بالإضافة إلى طريقى «م5– م4»، حيث تشكل هذه الطرق نقلة نوعية لتقدم النظام السورى فى طريقه لتحرير «أدلب وحلب» لما يمثلانه من عصب المواصلات فى المنطقتين بل وفى عموم سوريا، إذ يشكل طريق الـ «م 5» حلقة الوصل بين شمال وجنوب سوريا، يربط بين العاصمة «دمشق» و«حلب» ويمثل شريان حيوى لإحياء قوة سوريا اقتصاديًا وعسكريًا.
الكرملين يكشف عن مباحثات هاتفية بين بوتين وأردوغان بشأن إدلب السورية
خسائر بشرية
ووثق المرصد السورى أيضا، العديد من الخسائر البشرية الفادحة، بين جميع أطراف القتال المختلفة منذ يوم الـ 24 من شهر يناير الماضى، وهى تعتبر الفترة التى صعد فيها الجيش السورى من عملياته لتحرير «أدلب وحلب»، وأكد المرصد بلوغ أعداد قتلى عناصر النظام السورى إلى 406 فرد، بينما فى صفوف القوات المعارضة، لقى حوالى 444 شخص مصرعهم، من ضمنهم 323 من المجموعات المتطرفة شديدة الخطورة، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 300 مدنيا.
كما أوضح المرصد، أن التصعيد العسكرى الأخير قد تسبب فى نزوح ما يصل إلى أكثر من نصف مليون مدنى إلى المناطق الحدودية التركية، بالإضافة إلى إفادة بعض الوكالات الأخبارية بتكبد عناصر الجيش التركى العديد من الخسائر جراء العمليات العسكرية السورية الأخيرة، حيث لقى على الأقل 10 جنود أتراك مصرعهم داخل الأراضى السورية.
نقاط أدوغان
وتمتلك تركيا ما يصل إلى اثنا عشر نقطة مراقبة داخل الأراضى السورية أقيمت فى إطار اتفاق منطقة «خفض التصعيد» فى أدلب، إلا أنها قامت بنشر نقاط مراقبة جديدة فى الشمال السورى، على خلفية تقدم قوات النظام فى أرياف «أدلب وحلب»، لبدء عملية عسكرية جديدة بهدف استعادة مدينة «سراقب» التى أعلن النظام السورى تحريرها مؤخرًا، وإيقاف وعرقلة قطار العمليات العسكرية السورية.
واستهدف النظام السورى مؤخرًا نقاط المراقبة التركية، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل جنود أتراك، ما دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى التهديد بـ «بداية مرحلة جديدة بالنسبة لبلاده»، كما أعطى أردوغان مهلة للنظام السورى لسحب قواته خلف نقاط المراقبة التركية خلال شهر فبراير الجارى، وإلا سيجبرها على ذلك.
بينما تحاصر قوات النظام السورى، بعض نقاط المراقبة التركية، وهو ما اعترفت به وزارة الدفاع التركية، وسط احتدام التوترات بين موسكو وأنقرة بهدف إسقاط خطوط تركيا الحمراء التى تحدث عنها أردوغان سابقا، وتحمل مؤشرات على انتهاء الدور التركى على الأراضى السورية.