هل يجوز الصلاة في مسجد بني على أرض مغتصبة؟
أكد بعض رجال الدين أن الصلاة فى مساجد بنيت على أرض منهوبة أو على أرض أثرية سواء كانت مملوكة للدولة أو أفراد محرم شرعا لأنها أخذت بدون وجه حق.. فهل لا يجوز شرعا صلاة المسلم فى مثل هذه المساجد ؟
يجيب الدكتور عبد المعطى بيومى الأستاذ السابق بجامعة الأزهر قائلا: إن المسجد المبني على أرض مغتصبة الحكم الشرعى فيه يتوقف على معرفة مقيمى المسجد إذا كانوا على دراية بأنها مملوكة للدولة، أو لأى فرد ، فالأمر هنا يختلف.
فإذا كانت أرض آثار مثلا فلماذا لا تتدخل هيئة الآثار لمنع البناء وهى هيئة حكومية ومن سلطتها منع البناء ومنع إدخال المرافق ..وبالتالى لماذا تم السكوت حتى اكتمل بناء المسجد ؟ وعلى أى حال فإن الصلاة فى أى مسجد غير محرمة ، أما إذا كان مقيم المسجد يعلم أن الارض منهوبة فإنه آثم .
أما اذا كانت على أرض أثرية ليس لها صاحب والمنطقة في الوقت نفسه محتاجة إلى مسجد فالأولى بناء المسجد أو الابقاء على الموجود فى حالة بنائه هذا اذا كانت الارض مملوكة للدولة أما إذا كانت مملوكة لفرد فلا يصح البناء عليها لكن الصلاة عليها غير محرمة فى أى مكان المهم أن يكون طاهرا .
ويرى المفكر الإسلامي الدكتور السيد الجميلى أن الأصل شرعا أن المساجد لله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا ). وبناء على ذلك فالذى يتم معاقبته هو من اغتصب الارض وبنى عليها ، أما المصلى فلا عقاب عليه لأنه قد يكون حان وقت الصلاة ولم يجد أمامه إلا هذا المسجد ليصلى فيه، فلا تثريب عليه .
حكم النظر إلى الكعبة عند الصلاة في الحرم المكي
وفى جميع الاحوال فالصلاة فى اى مسجد غير محرمة لان قبولها من عدمه أمر يرجع الى الله ، كما ان الاصل براءة الذمة على عابرى السبيل، وايضا اذا كان المصلى لا يعلم ان الارض منهوبة مغتصبة فلا مساءلة عليه، ولو كان يعلم وفهم خطأ وان هناك بديلا فيكون قد أثم.