اللعب ونظرية الـ "دويندي".. ما السر الحقيقي للابتكار والإبداع
هناك أشخاصا يتمتعون بموهبة مميزة متفرده لا ينافسهم في شتى ألوان الفنون، فما سر هذه الموهبة والتفرد.. هذا ما يكشفه الشاعر العالمي فدريكو غارثيا لوركا في كتابه “ اللعب ونظرية الـ دويندي” ترجمة أحمد يعقوب ومن إصدارات مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر 2020.
و «دويندي» مَلَكَة أو نفحة ما أن تضع لمستها على أي عمل إلا وتُكسبه العمق والأصالة اللازمين للكمال والخلود، والمقصود بالعمل هنا ليست النصوص المكتوبة وحدها ولكن أيضًا النصوص البصرية مثل الفن التشكيلي والسينمائي، والنصوص السمعية مثل الغناء، والنصوص الحركية مثل الرقص ومصارعة الثيران وغيرها من فنون الإبداع.
اختلف الزمن وعبدالقدوس باق.. «حتى لا يطير الدخان» 43 عاما بين الدراما والأدب
يشرح المترجم في تقديمه للكتاب مفهوم الدويندي بأنه "ملكة" (من الملكات الفنية الإبداعية). أما عن محاضرة لوركا فتتألف من المحاضرة الرئيسية إضافة إلى عنوانين آخرين: دردرشة حول المسرح, وتهويدات السرير أو أغاني قبل النوم للأطفال. في هذه المحاضرة يُقدم لوركا فلسفته الجمالية عن شعرية الإبداع، والتي يسميها المترجم "نظرية لوركا الشعرية"، ويحاول لوركا فيها "البرهنة على سر التألق والتجلي والتميز، والتفرد في فضاءات الإبداع، والكشف عن السر الحقيقي للابتكار والخلق الإبداعيين، ويسمي ذلك السر بـ"دويندي"
ويقدم لوركا شروحًا وتفصيلات عن هذه الملكة "يستنبطها ويستنتجها من وقائع فنية تاريخية في نتاج الإبداع المتميز وغير المتميز. ويشدد على ضرورة عدم الالتباس بين الـ"دويندي" وربة الإلهام أو الوحي أو الملاك أو العفريت الديني أو الشيطان اللاهوتي، وعلى ضرورة عدم المقارنة أو المقاربة بينها وبين الـ"دويندي"، لأن "دويندي" لوركا هي "قوة غامضة تسري في الدم..."
أما عن اللعب، كما يقول المترجم في تقديمه للكتاب: "فهنا نجد لعبًا لا تألفه قواميس اللغة أو الألسنيين.. وليس له علاقة بالظاهر الفيزيائي لمعاني مفردة اللعب المحض، إنه لعب إبداعي روحي، يتجلى في مظاهر متباينة ومختلفة.. ليس لعبًا من أجل المتعة.. إنه لعب بالمأساة، فهنا نجد مطربة تلعب بصوتها.. وراقصة فلامنكو تلعب بجسدها، ومصارع ثيران يلعب بحياته."