فضل سورة الزخرف
سورة الزخرف.. لكل سورة من سور القرآن الكريم أسرار وفضائل عدة، وهدى ورحمة للمؤمنين، فتلاوة كتاب الله، عز وجل، تحث المؤمن على حفظه والارتباط الوثيق به، ونرصد أهم الفضائل التي ارتبطت بسور القرآن الكريم.
وسورة الزخرف من السور المكية وهي السُّورَة الثالثة والأربعون بحسب ترتيبها في المصحف الشريف، وعدد آياتها تسع وثمانون، وهي من الحواميم، والحواميم: السُّور السبع المُفْتَتَحَة بحرفي الحاء والميم، وتَضُم السَّور الآتية: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف.
فضل سورة الزخرف
خَصتْ بعض الأحاديث النبوية الشريفة سُورًا بعينها بمزيدِ فضلٍ، ومن ذلك ما وَرَدَ في فضلِ سورة الزخرف فَعَنْ عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ رجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رسولَ اللهِ أقرِئْني القُرآنَ، قال: "اقرَأْ ثلاثًا مِن ذَواتِ الر"، قال الرَّجُلُ: كبِر سِنِّي، وثقُل لساني، وغلُظ قلبي، قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "اقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ حم"، فقال الرَّجُلُ مِثْلَ ذلكَ، ولكِنْ أقرِئْني يا رسولَ اللهِ سورةً جامعةً، فأقرَأه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا" حتَّى بلَغ: "مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" قال الرَّجُلُ: والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أُبالي ألَّا أزيدَ عليها حتَّى ألقى اللهَ، ولكِنْ أخبِرْني بما علَيَّ مِن العملِ أعمَلْ ما أطَقْتُ العمَلَ، قال: "الصَّلواتُ الخَمسُ، وصيامُ رمضانَ، وحجُّ البيتِ، وأدِّ زكاةَ مالِكَ، ومُرْ بالمعروفِ، وَانْهَ عنِ المُنكَرِ".
فضل سورة الكوثر.. استبشر بها الرسول وبشر الصحابة
مضامين السورة
بدأت سورة الزخرف بحرفي الحاء والميم "حم"، وهما من الحروف المُقَطَّعة التي يتكون منها القرآن الكريم، للرد على المشركين المُشَكِكِين بصدقه، فرغم تكونه من تلك الحروف التي يتخاطبون بها، ورغم اشتهارهم بالفصاحة والبلاغة، إلا أنَّهم قد عَجِزُوا عن الإتيان بمثله، و في هذا إثبات لصدق القرآن الكريم، وبأنَّه وحي من رب العالمين، أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين وقد ذَكَرَت الآيات الكريمة بعض دلائل قدرة الله -سبحانه وتعالى- في هذا الكون، وتحدّثت عن دعوة إبراهيم عليه الصَّلاة والسَّلام، وتَبَرُئِهِ من عِبَادة الأصنام، وأنْكَرَت على المشركين قولهم بأنَّه يجب أَنْ يَنزل القرآن على رجل غني، وليس على فقيرٍ يتيم.