أيمن سلامة: فلسطين قررت تعديل مشروع إدانة صفقة القرن لصعوبة حشد تأييد دولي
قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، إنه وفقا للمصادر الفلسطينية ذات الصلة بمشروع القرار المقدم من دولتي إندونيسيا وتونس لمجلس الأمن بشأن الحالة في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الحالة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، فإن مشروع القرار الذي كان مدرجا على طاولة مجلس الأمن وكان مفترض أن تتم مناقشته والمشاورة عليه بين دول أعضاء المجلس في جلسة تشاورية مغلقة ولا يدعى إليها الإعلام، كان من المفترض أن يكون من بين الفقرات العاملة أي الفقرات التنفيذية في مشروع القرار، إدانة صفقة القرن باعتبارها انتهاك صارخ للمرجعيات الدولية والشرعية الدولية والقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وأضاف «سلامة» خلال حديثه لـ«فيتو»، أن دولة فلسطين تيقنت بأنها لن تحظى بتأييد كبير في مجلس الأمن مثل المرات السابقة إذا أبقت الفقرات التي تشير إلى إدانة صفقة القرن أي خطة السلام وفقا لمبادرة الرئيس الأأمريكي دونالد ترامب وحتى لا تكون النتائج سلبية رأت القيادة الفلسطينية أن تسحب ذلك مشروع القرار وتقوم عليه بتعديلات جوهرية موضوعية حتى يحظى بالقدر المعقول من التأييد في مجلس الأمن في جلسة مرتقبة نهاية الأسبوع ولم تحدد بعد.
أنباء متضاربة حول سحب فلسطين طلب التصويت على شجب صفقة القرن بمجلس الأمن
وأوضح :«حذف كلمة إدانة التي كانت موجودة في مشروع القرار المقدم ثنائيا من تونس وإندونيسيا، لأن عبارة إن مجلس الأمن يدين هنا تعني أن المجلس يقر بمسئولية الدولة التي انتهكت قواعد القانون الدولي ويجعلها أمام المحتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن هي الدولة المسئولة عن انتهاك أي خرق لمبادئ وقواعد القانون الدولي وفي الحالة الفلسطينية قرارات الشرعية الدولية»,
وأكد :«إذا كان مجلس الأمن لن يقوم بحال من الأحوال بتوقيع جزاءات على الولايات المتحدة الأمريكية إلا أننا يمكن أن نقارن النطق بكلمة إدانة في المحاكم الوطنية أو الدولية على الشخص المتهم أو على الدولة المسئولة عن خرق قواعد القانون الدولي ومن ثم فالمحاكم الوطنية لا تفرض العقوبة ولا ينطق القاضي بالعقوبة إلا بعد أن يقر بـ«إدانة» الشخص المتهم».
وأشار إلى أن الضغوط الأمريكية وضغوط أوروبية وضغوط من دول عديدة مورست في داخل أروقة مجلس الأمن ضد فلسطين تحديدا حتى تحذف كلمة إدانة التي كانت موجهة إلى خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط والمعروفة بصفقة القرن.
وتابع :«الولايات المتحدة الأمريكية ترفض مجرد ذكر كلمة الإدانة رغم أنها تدرك وتعلم أنه من المحال أن تتخذ أية إجراءات إنفاذية ضدها في مجلس الأمن إلا أن مجرد التداعيات السلبية سواء كانت الأدبية أو الأخلاقية والسياسية وأن تكون الولايات المتحدة في موقف الدولة المدانة أمام المجتمع الدولي، كل ذلك ترفضه تماما».
واستطرد :«إذا صدر قرار بإدانة دولة ما في مجلس الأمن فإن ذلك يسجل بمدادا أسود في خزانة هذه الدولة وتصبح الدولة مثل الشخص المدان أمام المجتمع الدولي».