رئيس التحرير
عصام كامل

عملية إنقاذ نور الفجر.. قصة تحدي الروتين لإنقاذ أحد أثمن طلائق الخيول العربية في العالم

نور الفجر أحد أثمن
نور الفجر أحد أثمن طلائق الخيول العربية

 

قبل عامين انفطرت قلوب هواة تربية الخيول في مصر والعالم العربي بعد نفوق الفرس تجويد الذي صنف كأحد أجمل الخيول العربية في العالم، إلى جانب كونه أحد أثمن الطلائق التي كانت تضمها محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة، بعد إصابته بورم في منطقة الحنجرة وعدم قدرة الأطباء على تشخيص الحالة بشكل دقيق تسبب في نفوق تجويد الذي قدر مربي خيول وقتها ثمنه بعشرة ملايين دولار.

الحديث عن مسئولية نفوق تجويد فات أوانه، خاصة وأن الأمر كان يحتاج إلى تحرك عاجل وسريع من المسئولين لإنقاذ أحد أهم الطلائق العربية على الإطلاق، لكن بقي من قصة تجويد حكمة واحدة وهي أن التعلم من الدروس هو فضيلة المؤمن الفطن وهو ما ظهر في عملية إنقاذ نور الفجر، أحد أهم طلائق الخيول في محطة الزهراء والعالم العربي، من الموت بعد أن كان بين قوسين أو أدنى من النفوق لنفقد أحد نواتج الأصول الوراثية المصرية المهمة في الخيل العربي الأصيل.

 

 

البداية كانت مع ملاحظة أطباء محطة الزهراء في أكتوبر الماضي، معاناة نور الفجر من مغص مفاجئ وعدم القدرة على ممارسة نشاطه الطبيعي، وبالفحص اتضح إصابته بفتق إربي في الأمعاء تسبب في تسرب الأملاح إلى منطقة الخصيتين، ووفقا لهذا التشخيص فإن حياة نور الفجر كانت مهددة بشكل كبير خاصة لو مر الوقت دون اتخاذ قرار سريع لإنقاذه.

الفريق البيطري بالمحطة أوصى بإجراء جراحة عاجلة لإنقاذ حياة نور الفجر، لكن المحطة لا تشمل على التجهيزات اللازمة لإجراء جراحة خطيرة بهذا الشكل

 

 

الدكتورة نجلاء رضوان، رئيس الإدارة المركزية لتربية الخيول العربية الأصيلة "محطة الزهراء"، تقول: إن حالة نور الفجر كانت خطيرة بشكل رفع من احتمالات نفوقه، لكن قررت بموجب مسئوليتي في المحطة اتخاذ قرار علاجه في مكان مؤهل ومتخصص خارج المحطة رغم المسئولية القانونية التي قد تقع على عاتقي إذا نفق خلال الجراحة، وبعض العاملين في المحطة قالو لي: "لو مات هتروحي السجن".

 

 

وتوضح: تواصلت مع أحد المربين الكبار للخيول في مصر والذي يمتلك مزرعة بها غرفة جراحة مجهزة وأبدى استعداده لاستقبال نور الفجر وإجراء جراحة عاجلة له، وعرضت الحالة بالفعل على الدكتور جاك، وهو أحد أهم البيطريين المتخصصين في جراحات الخيول في مصر، وكان تقديره أن نسب نجاح الجراحة 50% لا أكثر، لكن رغم هذا مرت الأمور بسلام ونجحت الجراحة ونقلنا نور الفجر إلى المحطة مرة أخرى وبدأنا أيام عصيبة أخرى وهي فترة النقاهة التي تجاوزت الأسبوع وكنا خلالها في قلق كبير.

 

 

وتشير إلى أن اتخاذهم قرار إجراء الجراحة خارج المحطة لنور الفجر  وإنقاذ الموقف نبع من محبة فريق المحطة بالكامل للخيول وتعلقهم بها كتعلقهم بأبنائهم تماما، وأن خسارة نور الفجر كانت ستكون فادحة لقيمته الكبيرة التي لا تقدر بمال بين الطلائق في العالم.

 

 

وترجع الدكتور نجلاء أهمية نور الفجر كونه ينحدر من نسب عربي أصيل ونادر يحمل كل صفات الجمال والذكاء والخصال المتفردة بين الخيول العربية في العالم، فنور الفجر يحمل صفات والده ضفاف بن عوف بن عماد أحد أهم الطلائق العربية في مصر والعالم العربي، ووالدته جهانة ابنة منية النفوس، والأخيرة هي واحدة من أهم الفرسات في العالم العربي وأخرجت أجيالا تحمل صفات أصيلة منتشرة في مرابط الخيل في العالم العربي، فبهذا جمع نور الفجر بين أصلين كبيرين في عالم الخيول العربية الأصيلة ومن هنا ترتفع قيمته الجينية والمادية أيضا.

 

 

 

 

وكشفت أن مطلع الفجر ابنة نور الفجر عرضت في إحدى الفعاليات وطلبت إحدى الشخصيات العربية شرائها بمبلغ وصل إلى 150 ألف دولار لكني رفضت لأنها تعتبر من الأصول التي لا تقدر بمال، وأن جرعة السائل المنوي من نور الفجر سعرها من محطة الزهراء 6 آلاف جنيه، وهو سعر منخفض جدا لأن محطة الزهراء تقوم بدور خدمي في نشر الأنساب العربية الأصيلة التي لديها في كافة المزارع المصرية، بينما تصل أسعار جرعات الطلائق المماثلة خارج المحطة إلى 5 آلاف دولار وأكثر.

الجريدة الرسمية