الإنتر الكبير.. هل يعيد كونتي النيراتزوري لعصوره الذهبية
يعيش فريق انتر ميلان الإيطالي حاليًا إنطلاقة قد تبدو إنها بداية لحقبة زمنية جديدة يستعيد فيها النيراتزوري أمجاده من جديد، بالجلوس على عرش المسابقة المحلية التي يعتلي صدارتها الآن، أو حتى على المستوى الأوربي من خلال الذهاب بعيدًا في بطولات دوري الأبطال.
الإنتر بقيادة الإيطالي أنطونيو كونتي يتصدر حاليا جدول ترتيب المسابقة المحلية بـ54 نقطة، بعد أن خاض 23 مباراة حقق الفوز في 16 وتعادل في 6 لقاءات وخسر في مباراة وحيدة.
جماهير الفريق الإيطالي الذي تم تأسيسه عام 1908 ميلاديًا، تمني النفس بعصر جديد من الإنجازات تعيد إلى الأذهان عصور الإنترناسيونالي الذهبية، والتي تلقي "فيتو" الضوء عليها من خلال السطور التالية،،،
العصر الأول 1964
عاش إنتر ميلان واحدة من أفضل عصوره في فترة الستينيات والسبعينيات، في ظل ولاية الإيطالي أنجلو موراتي رئيس النادي في هذا التوقيت، حيث حقق فيها الفريق العديد من البطولات والإنجازات.
"موراتي" في هذا التوقيت عقد العزم على الذهاب بفريقه ليحلق عاليا في سماء أوربا، وأجرى العديد من الصفقات القوية لعل أبرزها كانت المدرب الأرجنتيني هيلينيو هيريرا الذي كان مدربا لبرشلونة، وتعاقد أيضا مع لاعبين كبار أمثال الإسباني لويس سواريز والإيطالي فاكيتي ومواطنه ماتوسلا.
وبالفعل أنهى الفريق موسمه الأول محتلا المركز الثالث، ثم وصيفا في الموسم الذي يليه، وأخيرا توج الإنتر بالدوري عام 1963 لأول مرة منذ 9 سنوات، ثم بطولتين أيضا للدوري عامي 65 و66، ليضع الفريق نجمة ذهبية على قمصان لاعبيه تعني التتويج بعشرة ألقاب من المسابقة المحلية العريقة.
الإنتر المنتشي في ذلك التوقيت، توج أيضا بدوري أبطال أوربا موسم 63/64 للمرة الأولى في تاريخه، بالفوز على ريال مدريد في المباراة النهائية، واحتفظ باللقب في الموسم التالي 64/65، بالفوز على بنفيكا البرتغالي أيضا بنتيجة (1-0)، وفي عام 1967 وصل الإنتر لنهائي دوري الأبطال ولكنه خسر أمام سلتيك، وبعدها رحل الأرجنتيني عن تدريب الفريق.
وفي عام 1970 تعاقدت إدارة الإنتر مع المدرب جيوفاني إنفرنزي، وحقق الفريق حينها اللقب الـ11 من بطولة الدولي موسم 71، ثم دخل الزعيم الإيطالي في حالة من الركوض لمدة 6 سنوات، وخسر نهائي دوري الأبطال أمام أياكس أمستردام الهولندي في 72، وفي بارقة أمل حصد الإنتر لقب كأس إيطاليا للمرة الثانية في تاريخه بالفوز على نابولي بهدفين لهدف في موسم 78.
واستمر الإنتر في حالة التوهان خلال تلك الفترة حتى حصد بطولة الدوري للمرة الـ12 في تاريخه عام 80، وأيضا كأس إيطاليا موسم 82، وأيضا الدوري الإيطالي مواسم 80 و89.
إنتر يحسم ديربي الغضب بالفوز على ميلان 2/4 ويتصدر الدوري الإيطالي
العصر الذهبي الثاني 2004 – 2010
بدأ الفريق الإيطالي عصره الذهبي الثاني بالتعاقد مع المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو وكان ذلك في عام 2008، خلفا للمقال روبيرتو مانشيني، بالإضافة إلى إبرام صفقات عديدة أبرزها مانسيني وسولي علي مونتاري وريكاردو كواريسما.
وبدأت شمس الانترناسيونالي تسطع من جديد في السماء الأوربية، من خلال حصد بطولة كأس السوبر الإيطالي موسم 2008-2009، محققا الفوز على الخصم العنيد روما بركلات الترجيح، والفوز بالدوري الإيطالي مواسم 2006 و2007 و2008 و2009.
وفي عام 2010 توج الإنتر ملكًا على عرش القارة العجوز، ولكن قبل ذلك أبرم الإنتر عدد من الصفقات القوية أمثال المهاجم الأرجنتيني دييجو ميليتو ولاعب الوسط تياجو موتا والبرازيلي لوسيو وصامويل إيتو من البرسا.
حقق الإنتر الثلاثية التاريخية في موسم 2010، حيث بدأها بحصد لقب كأس إيطاليا بعد الفوز على روما في النهائي، وهو اللقب السادس للفريق الإيطالي في مسابقة الكأس.
وكان اللقب الثاني للإنتر في هذا الموسم هو الدوري، وحققه بعد صراع كبير وشرس مع فريق روما، وظل الصراع مشتعلا حتى حسم البطل اللقب في الجولة الأخيرة بالفوز أمام سيينا.
لم يكن مشوار الإنتر في دوري الأبطال ممهدا بالورود، ولكنه عانى كثيرًا في الدور التمهيدي بعد أن أوقعته القرعة في المجموعة السادسة بجانب كازان الروسي ودنيامو كييف الأوكراني وبرشلونة الإسباني.
وتأهل الإنتر عن مجموعته محتلا المركز الثاني خلف برشلونة المتصدر، وفي دور الـ16 كشف النيراتزوري عن وجهه الحقيقي بالفوز على تشيلسي ذهابا وإيابا، وهنا بدأ المشوار الحقيقي نحو الثالثة.
وفي الدور ربع النهائي كان القدر رحيمًا بالإنتر بعد أن خاض مباراتين أمام الفريق الروسي سيسكا موسكو وحقق الفوز في الجولتين ذهابا وإيابا بهدف نظيف، ولكن يبدو أن الحظ قرر أن يضع المتاعب من جديد في طريق الإنترناسيونالي.
خاض الإنتر تحدي قوي أمام برشلونة في الدور قبل النهائي، حيث حقق المفاجآة بالفوز على الخصم الإسباني في ملعب السن سيرو بثلاثة أهداف لهدف، وهي نتيجة كبيرة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين، ثم الخسارة بهدف واحد في الكامب نو، ليصبح الفوز من حليف الإيطاليين بنتيجة (3-2) في مجموع المباراتين.
رسميًا.. إنتر ميلان يتعاقد مع الدنماركي إريكسن
وفي النهائي جاء وقت التتويج، واجه الإنتر خصما قويا في المباراة الأخيرة وهو بايرن ميونيج بطل ألمانيا، وحقق الفوز عليه بهدفين نظيفين حملا توقيع دييجو ميليتو في الدقيقة 39 والدقيقة 70، ليتوج الإنتر بطلا على عرش أوربا.
ويبدو أن الفترة القادمة ستشهد عصرًا ذهبيًا جديدًا للإنتر، في ظل تدعيمات قوية للفريق أبرزهم المهاجم القوي لوكاكو قادمًا من مانشيستر يونايتد وأيضا لاعب الوسط إريكسن قادما من توتنهام، وفي ظل قيادة تدريبية جيدة للمدرب الإيطالي كونتي.