رئيس التحرير
عصام كامل

"كيارا الغدارة".. حكاية عاصفة أظلمت أوروبا

جانب من العاصفة
جانب من العاصفة

اعتادت الطبيعة أن تنفس عن نفسها عندما يشتد غضبها علي الإنسان، وذلك بالقسوة عليه  حتي أنها بإمكانها ألا تبقي منه باقية حين تزمجر وتقوم قائمتها ليس علي الانسان فقط بل علي الحيوان والجماد أيضًا.

وفي هذه الفترة أعلنت الطبيعة حربها بوجه جديد في عدة دول أوروبية تمثل في العاصفة "كيارا" أو "سابينا" كما تعرف في بعض الدول ، والتي صاحبها رياح شديدة، دفعت بعض الدول إلي الغاء مئات الرحلات الجوية ورحلات القطارات في شمال غرب أوروبا وحرمان عشرات الآف المنازل من التيار الكهربي  في ألمانيا وبريطانيا وهولندا وإيرلندا .

 

عواقب وخيمة 

أدت العاصفة التي ضربت البلاد أمس الأحد، إلي هطول الأمطار وحدوث فيضانات وحوداث سير، الأمر الذي ترتب عليه الغاء الرحلات الجوية والبرية والبحرية  وتعطيل حركة القطارات ، ليس ذلك فحسب بل أخمدت العاصفة  فرحة المشجعين بمتابعة المباراة التي كانت مقررة بين فريقي مانشستر سيتي  وويست هام ضمن الدوري الإنجليزي.

وتشهد حركة النقل في بريطانيا اضطرابات تتمثل بإلغاء أو تأجيل رحلات للطائرات والقطارات والعبارات بعدما جلبت العاصفة سيارا أمطارا غزيرة ورياحا عاتية بقوة إعصار.

وفي بلجيكا ألغي نحو ستين رحلة جوية من وإلى العاصمة بروكسل التي أقتلعت فيها أشجار وتضررت فيها مبان بسبب العاصفة، أما في ألمانيا فقد علقت رحلات القطارات على الخطوط الأساسية.

إنذار وتحذيرات 

ونتيجة لتدهور الأوضاع بسبب العاصفة أعلنت حالة الإنذار في شمال فرنسا حيث نصحت السلطات السكان بتجنب الساحل بسبب احتمال اشتداد العاصفة.

انهيار فندق في إسكتلندا بسبب مياه الفيضان

كما أبقيت حالة الإنذار في بريطانيا التي ضربتها العاصفة أمس الأحد مسببة فيضانات في شمال البلاد، بينما حذر مكتب الأرصاد الجوية من رياح عاتية وأمطار غزيرة وثلوج.

قال خبير الأرصاد الجوية في المكتب أليكس باركيل إن ”ابتعاد العاصفة كيارا لا يعني أننا ندخل مرحلة أكثر هدوءا للطقس“، مضيفا أن ”الوضع سيبقى مضطربا جدا“، محذرا من أن ”حدوث عواصف ثلجية أمر غير مستبعد“.

 

 سرعة الرياح والأمطار 

كانت أكبر سرعة للرياح بلغت 150 كيلومترا في الساعة وسُجلت في قرية أبردايرون في مقاطعة ويلز بشمال البلاد، وفي خزان ويت سليديل في محمية ليك ديستكريكت الوطنية، سجل هطول أكثر من 150 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة.

الأكثر تضررًا

وكانت بلدتا هبدن بريدج وميثولمرويد في منطقة ويست يوركشير الأكثر تضررا بالعاصفة، إذ غمرت المياه شوارعها وغطت السيارات.

وألغيت عشرات الرحلات أو أرجئت بينما دعت شركات سكك الحديد إلى تجنب السفر وتم تقليص برامج العمل وفرض قيود على سرعة الآليات. وتوقفت رحلات العبارات بين دوفر ومرفأ كاليه الفرنسي حتى إشعار آخر.  

الجريدة الرسمية