مؤامرة استبعاد أحمد بدرخان من إخراج فيلم "وداد"
في عام 1935 تم تشغيل ستوديو مصر برئاسة المخرج أحمد سالم وهو تحت الإنشاء بدأ بتصوير فيلم "وداد" كأول فيلم سينمائى تقوم بتصويره شركة مصر للتمثيل والسينما، وبدأ ستديو مصر العمل بــ 99 عاملا على اختلاف مهنهم يتقاضون جميعا 948 جنيها شهريا.
وكما نشرت مجلة “كوكب الشرق“ عام 1935 وقف الاقتصادى طلعت حرب يوم بدء التصوير بالاستوديو، وقال لقد أصبحت السينما قوة هائلة من قوى العصر الحاضر، وقد تناطح الصحافة وقد تسبقها بعد حين، وأن الاقتصاد المصرى لن ينمو إلا إذا ازدهرت الثقافة.
فيلم "وداد" كتب قصته المخرج أحمد بدرخان وأحمد رامى، بينما انفرد أحمد رامى بكتابة السيناريو، وتقدم المخرج الشاب أحمد بدرخان الذى كان يعمل موظفا باستديو مصر إلى “أم كلثوم” لإخراج الفيلم كأول عمل له إلا أن المخرج أحمد سالم مدير الاستديو أقنع أم كلثوم أنه مخرج ناشئ ولا يمكنه الإخراج الجيد للفيلم فتم إسناد الإخراج إلى المخرج الألماني فراتيز كرامب الذي كان يعمل مديرا فنيا لمعامل استديو مصر وعمل جاهدا عن طريق الدسائس للفوز بمهمة إخراج الفيلم، واستطاع أن يقنع أحمد سالم بقدرته على إخراج هذا الفيلم.
غضب بدرخان
(رحل عام 1969) وأحس بالهزيمة أمام المخرج الألمانى ودمعت عيناه وقدم استقالته من ستديو مصر وأحست أم كلثوم بالذنب فاستعانت به فى جميع أفلامها بعد ذلك، وتدور أحداث فيلم "وداد" في عهد المماليك حول علاقة التاجر الثرى بجاريته وتضحية الجارية من أجل حبها.
ووقفت أم كلثوم أمام الكاميرا للمرة الأولى لبطولة الفيلم وضربت أروع مثل في احترام مواعيد العمل التي يحددها المخرج وكان أجر أم كلثوم 1000 جنيه ونسبة 40% من أرباح الفيلم بعد تغطية النفقات.
قدمت أم كلثوم في الفيلم ثمانى أغنيات كتب أحمد رامى منها سبعة لحنها فرسان التلحين الكبار منها ثلاث أغنيات تلحين زكريا أحمد "يا بشير الأنس، أيها الرائج، يا ليل نجومك" وثلاث تلحين القصبجي "ليه يا زمان، ياللى ودادك، يا طير يا عايش أسير" واثنان تلحين السنباطى "حبوا الربيع"، "على بلد المحبوب ودينى.. زاد وجدى والبعد كاوينى ".. وعرض فيلم "وداد" في العاشر من شهر فبراير عام 1936 بسينما رويال بالقاهرة.
في ذكرى أم كلثوم.. 15 صورة ترصد جوانب خفية من حياة "الست” .
كما أثبت نيازي مصطفى قدرته الفائقة في عملية المونتاج، التي هي عبارة عن قطع ولصق المناظر المتفرقة بشكل ينتهي إليه الفيلم في النهاية، كما كسب الفيلم مجموعة كبيرة من أقدر الممثلين المصريين، في مقدمتهم، مساعد المخرج عبد الفتاح حسن، وإبراهيم عمارة، أحد موظفي الاستديو، وقد أديا دورين هزليين جديرين بالإعجاب ونجح الفيلم، الذي قدمت فيه أم كلثوم أعذب ألحانها وأشجاها، نجاحا كبيرا، واحتلت بعده مكانة في عالم التمثيل عامة لا بأس بها، وتصدرت وتزعمت كل الممثلات اللاتي ظهرن في عالم السينما في ذلك الوقت.