هل يجوز التيمم فى أوقات البرد الشديد ؟
هناك مناطق فى العالم تنخفض فيها درجة الحرارة الى درجات تحت الصفرمما يضطر البعض الى التفكير فى التيمم بدلا من الوضوء بالماء البارد خوفا من المرض فهل يجوز التيمم فى هذه الحالة فى حالة وجود الماء ؟ يجيب على هذا السؤال المرحوم الشيخ حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية السابق.
وقال مخلوف:” لايجوز للانسان ان يتيمم اذا قدر على استعمال الماء بأى صورة ، فإذا لم يقدر على استعمال الماء البارد وقدر على استعمال الماء الساخن يستعمل الماء الساخن ولكن لا يجوز له التيمم لرفع الحدث واستباحة الصاتة . أما المريض الذى يشتد عليه المرض او تطول مدته اذا استعمل الماء فيباح له التيمم عند الحنفية بشرط ان يغلب ذلك على ظنه بامارة او تجربة او قول طبيب حاذق مسلم غير ظاهر الفسق ، وكذلك الصحيح الذى يخاف حدوث المرض باستعمال الماء يجوز له التيمم اذا لم يكن الخوف مجرد شك او وهم بل كانبغلبة الظن استنادا الى ماذكر”.
وأضاف:” نص المالكية على ان المريض اذا خاف حدوث مرض آخر به او زيادة المرض الذى به أو تأخر برئه اذا استعمل الماء يجوز له التيمم ومهما قدر على استعمال الماء لا يجوز له التيمم والمراد بالخوف العلم او الظن الذى يستند الى تجربة او دليل لا الشك والوهم .وانما يعتبر العلم والظناذا استند الى تجربة تقدمت فى نفسهاو غيره ممن يقاربه فى مزاجه او خبر عارف بالطب ولو كان غير مسلم ..(راجع حواشى الرهونى والزرقانى على متن خليل ) وعند الحنابلة كما فى المغنى لابن قدامة الجريح والمريض اذا خاف على نفسه من استعمال الماء فله التيمم ..وهذا قول اهل العلم منهم قتاجة والنخمى وعكرمة ومالك والشافعى ، وقال عطاء والحسن : لايجوز له التيمم الا عند عدم الماء . والخوف المبيح للتيمم هو خوف التلف عند احمد وهو احد قولى الشافععى ن والصحيح فى المذهب انه يباح له التيمم اذا خاف زيادة المرض او خاف شيئا فاحشا أو ألما غير محتمل وهذا مذهب ابى حنيفة . وقد علمت ان الخوف المعتبر هو اليقين او غلبة الظن استنادا الى دليل ولا عبرة بالشك والوهموذلك باتفاق المذاهب وهو الخوف الذى يبيح للصائم الفطر “.
نصر فريد واصل: التراث الإسلامي جمع بين العقيدة والشريعة معا
اما من ناحية البرد يقول مخلوف فإن المحدث متى قدر على تسخين الماء واجد للماء حقيقة فلا يجوز له التيمم ، وقد علق الشرع جواز التيمم بفقدان الماء حقيقة او حكما بقوله تعالى فى سورة المائدة : "فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ".
