رئيس التحرير
عصام كامل

يحيى حوى.. ثائر سوري بقوة النغم

 الفنان السوري يحيى
الفنان السوري يحيى حوى

في مجزرة "حماة" الشهيرة عام 1982؛ فقد الفنان السوري يحيى حوى والده، واضطر لترك سوريا والعيش في المنفى بعيدًا عن عائلته وأقاربه، وبعد اندلاع الثورة السورية عاد حوى متسلحا بالموسيقى ليشارك الشعب السوري آلامه ويساهم بإيصال صوت الثوار للعالم أجمع.


ويشرح حوى سبب نشأته خارج موطنه قائلا: "في ثمانينيات القرن الماضي أقدم النظام السوري على قتل الأبرياء في ما عُرف بوقتها بمجزرة حماة 1982، وفي إحدى الليالي كان والدي يصلي في أحد مساجد حماة برفقة أصدقائه حين داهمت قوات النظام المسجد مطلقة النار على جميع من كان بالداخل دون قتلهم لتأخذهم بعدها إلى منزل ذويهم وتعدمهم جميعًا أمام أعين عائلاتهم بدم بارد دون أن يكونوا قد اقترفوا أي ذنب لذلك".

وفي 2 فبراير عام 1982 قام النظام السوري إبان حكم حافظ الأسد (والد الرئيس الحالي بشار) بتطويق مدينة حماة (وسط) وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتاحها عسكريًا، ويقدر نشطاء عدد ضحايا تلك العملية التي عرفت باسم "مجزرة حماة" بـ30 إلى 40 ألف شخص من أهالي المدينة، بحسب تقارير حقوقية وشهود عيان.

وقال على هامش حفل شارك فيه بمدينة صيدا جنوب لبنان دعما للثورة السورية، إنه بعد هذه الحادثة غادر سوريا وعاش طفولته في الأردن وفترة شبابه بالسعودية عساه يتخلص من ارتدادات المأساة المريرة التي ألمّت بعائلته.

ويضيف: "قبل الثورة السورية كانت الأغاني الوطنية التي أؤديها ضئيلة جدًا باعتبار أنني لم أشعر قطًا بولائي لوطني سوريا أو بأي حنين لما عشته فيها، بل بالعكس حينها كان ولائي للأردن البلد الذي ترعرعت فيه".

أما بعد الثورة السورية (منتصف مارس 2011)، يقول حوى، إنه وبقدرة قادر ظهر حنينه وبقوة نحو وطنه وبلده الأم فوجد نفسه مكرّسا عمله لخدمة الثورة.

ويتابع: "قدمت كل ما أملكه، وهي موهبة الصوت، فحاولت استخدامها قدر المستطاع للمساهمة بمساعدة الثوار ورفعت صوت الثورة عاليًا؛ سعيا لإيصاله للعالم أجمع عبر قوة النغم والموسيقى وسلاح الكلام".

وبحسب حوى فإن وقوفه في وجه نظام بشار الأسد، لاحقته التهديدات أينما ذهب؛ إذ وجهت له العديد من التهديدات التي طالته شخصيًا إلى جانب عائلته بسبب أغنياته المعارضة للنظام السوري عبر رسائل على هاتفه وبريد إلكتروني، وعلى صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعية.

هذه التهديدات لا تعني شيئًا لحوى، وذلك لأنه يعتبر أن روحه "ليست على الإطلاق أغلى من الأرواح التي أزهقت في سبيل الثورة".

أما القصائد التي يغنيها الفنان الشاب فلا يكتب كلماتها بل يستعين بنشطاء الداخل الذين هم على احتكاك يومي مع الثوار على الأرض، فيختار ما يُشعل قلوب الجماهير وما يعتقد أنّه كفيل بشد العصب الثوري ونشر رسالة الثورة السورية بأسرع وأسهل الطرق المعتمدة.
الجريدة الرسمية