رئيس التحرير
عصام كامل

الطعام الشامي بـ "أنامل" فلسطينيي سوريا في غزة

الطعام الشامي-صورة
الطعام الشامي-صورة أرشيفية

قرر أبو عماد وشريكه أن يفتتحا مطعما على "الطراز الدمشقي"، لكي يعطي "الزبون" انطباعا يتناسب مع الأكلات التراثية التي يقدمها المطعم.

ويشمل هذا الطراز أحجارا "طينية" تحاكي حجارة دمشق "العتيقة" تصنع منه مكانا تنبعث منه موسيقى "شاميّة" الأصل.. ورائحة "المأكولات" تنبعث من المكان لتشد المار في الطريق.. وتقول له "على مهلك هنا الأكلات التراثية الدمشقية".

بـ "اللكنة" السورية، استقبل صاحب مطعم "الدمشقيّ" في مدينة غزة، طاقم وكالة "الأناضول" قائلًا: "أهلا وسهلا عمّي.. حلّت علينا البركة".

امتلأ المطعم الصغير بأصوات قادمة من سوريا تُخفي بين ثناياها وجع "الحنين" إلى مكان عاشوا فيه تفاصيل أعمارهم، أصوات نازحة من الموت، تبحث عن حياةٍ جديدة لها في قطاع غزة، المكان الذي لا يخلو من "الموت" أيضًا، جراء الاستهدافات الإسرائيلية له.

يقول صاحب مطعم "الدمشقي، "أبو عماد" شنّار، البالغ من العمر(50) عاما، لمراسلة "الأناضول"، إنّه وصل وأسرته المكونة من 6 أفراد إلى غزة منذ أكثر من شهرين، بعدما نزح من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في العاصمة السورية دمشق، وإلى مصر منذ عدة أشهر.

وأضاف: "كنت أعيش في مخيم اليرموك، وأعمل في المقاولات، وبعد الأحداث هاجرت أنا والعائلة إلى مصر، وبعد ذلك قررت العودة إلى أرض الوطن إلى غزة".

وذكر أبو عماد "أخضعتني الظروف لخيارين قاسيين، فإما أن أعود إلى أرض الوطن (فلسطين)، أو أذهب إلى أي بلد عربيّ يستقبل المهجرين من سوريا، لكنّ الخيار الأول طغى على بقية الخيارات، فالأولى لفلسطيني سوريا أن يعودوا إلى أرض الوطن، ليعيشوا في ظلّه".

وعن عمل أبو عماد في قطاع غزة.. بيّن أنه غير قادر للعودة لمهنة "المقاولات" التي كان يزاولها في سوريّا نظرًا لمتطلباتها المادية والبشرية الكبيرة وغير الموجودة في غزة.

وأشار إلى أنه توصل مع شريكه سوري "الأصل" لافتتاح مطعم للأكلات التراثية السورية، منوهًا إلى أن بداية المشروع كان فيه نوع من الصعوبة لا سيّما نتيجة "غلاء" أسعار المواد الخام نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

وقرر أبو عماد وشريكه أن يفتتحا مطعمًا على "الطراز الدمشقي".. لكي يعطي الزبون صورةً مصغرةً عنه بشكل يتناسب مع الأكلات التراثية التي يقدمها المطعم.

وتفرض إسرائيل منذ أكثر من "سبع" سنوات حصارًا بحريًا، وبريًا، وجويًا على قطاع غزة، عقب استلام حركة حماس حكم القطاع.

ومن جانبه، قال مهند النابلسي (29) سنة، شريك أبو عماد، الذي يعمل طبّاخا، إنه نزح من سوريا إلى مصر بعد أن ساءت الأوضاع في المنطقة التي كان يقطن فيها وعائلته.

وبدأت الثورة السورية في مارس عام 2011، وانتقلت بدورها إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هناك.

وعن الأكلات الدمشقية التي يقدمها النابلسي في مطعمه، قال النابلسي:"نقدم الصفيحة الشامية بنوعيها (اللبن وبالطماطم)، والمحمرة الشامية، ومناقيش الزعتر، والفطاير باللحمة، والمعجوقة، وفطيرة الفواكه".

وعن اللمسات "الدمشقية" في إعداد الأكلات التراثية السورية، ذكر النابلسي أن وجه الاختلاف بينها وبين الأكلات الغزيّة في "التوابل التي توضع على الأكلات"، وعلى نوعية "العجينة المستخدمة"، موضحًا: "العجينة السورية رقائق، رفيعة جدا، وليست سميكة كالعجينة الغزية".

وأضاف: "ما يميز هذا المحل أيضًا أن المأكولات تتميز "بالتتبيلة" فأنا أضع تتبيلة سورية ليست موجودة في غزة".
الجريدة الرسمية