مناطق النار في القاهرة.. العاصمة فشلت في "إخلاء الأسواق".. إعادة تدوير المخلفات حل مؤقت.. و"المخازن" قنابل موقوتة
«حرائق العاصمة».. واحد من السيناريوهات المخيفة التي تهدد محافظة القاهرة طوال أشهر السنة، وتزداد معدلات الخطورة في فصل الصيف، حيث جرت العادة أن تعلن الحماية المدنية في العاصمة حالة الطوارئ، نظرا لعدم توافر شروط السلامة والأمان بالأماكن العشوائية التي تكثر بها.
عود كبريت
مناطق كثيرة داخل القاهرة يمكن القول إنها عرضة لكارثة بسبب «عود كبريت»، ولعل حرائق الرويعى والعتبة خير دليل على ذلك، فعند نشوب الحريق تنتشر ألهبة النيران سريعا، لتترك خسائر فادحة بشرية كانت أو مادية.
سوق المناصرة، بين السورين، سوق العتبة، حى باب الشعرية، مخازن الخشب بالشرابية، الموسكى، حارة اليهود، هذه الأماكن جميعها من الممكن أن تتحول إلى رماد خلال دقائق معدودة بماس كهربائى صغير، فوجود المواد القابلة للاشتعال كالمفرقعات والصواريخ والروائح العطرية ومخلفات الجلود والمواد الكيمائية المتواجدة بمنتجات المنظفات، والخشب، تعمل على انتشار الحريق في وقت قصير جدا.
المحافظة قررت نقل مخازن الخشب خارج حدودها السكنية، ضمن إجراءات السلامة والأمان وتوصيات الدفاع المدنى، وذلك عن طريق إنشاء ورش بديلة بمنطقة القطامية، ورغم الانتهاء من هذه الورش منذ أكثر من عامين، إلا أنه حتى الآن لم يتم النقل بسبب تغير المحافظين ودخول الملف في طى النسيان.
أما باعة العتبة، والذين يتجاوز عددهم حاجز الـ4 آلاف بائع، فإنهم يهددون وسط القاهرة بعشوائية افتراشهم للرصيف، ولعل الحريق الذي نشب في عام ٢٠١٦، وأسفر عن حريق أكثر من ١٢٠«فرشة» وتم تعويض أصحابهم من قبل وزارة التضامن الاجتماعى خير دليل على ذلك، وبالرغم من عدم أحقية الباعة في التعويض لمخالفتهم للقانون، إلا أنهم تم تعويضهم بمبلغ ٢٠ ألف جنيه للبائع، ومع ذلك عاد الوضع كما كان، العشوائية تسيطر على العتبة.
حل الأزمة
مصدر مسئول داخل محافظة القاهرة، كشف أنه كان هناك مخطط لنقل باعة العتبة إلى سوق الخميس الجديد التابعة لهيئة الأوقاف المصرية المتواجد بحى المطرية، وذلك لأنه السوق الوحيد التي ستسع أعداد باعة العتبة، مشيرا إلى أن هذا المخطط تم في عهد حكومة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق.
وأضاف المصدر، أن «المحافظة قامت بدورها وأنهت أعمال حصر الباعة، إلا أن السوق غير جاهزة، وذلك بعد أن قررت الهيئة إضافة مبنى جديد لزيادة السعة»، لافتا إلى أنه منذ أكثر من ٤ سنين مازالت الهيئة تقوم ببناء المبنى الجديد وإنهاء أعمال التشطيبات أما حى باب الشعرية فهو من أكثر الأحياء اشتعالا، نظرا لكثرة ورش صناعة الأحذية به، فباب الشعرية بمثابة علامة تجارية لصناعة الأحذية والشنط، ودائما ما تكثر الحرائق به في فصل الصيف.
وفى هذا السياق أكد اللواء ماهر هاشم، رئيس حى باب الشعرية، أن هناك أكثر من 23 ألف ورشة لصناعة الأحذية والشنط بالحى، وغلقهم سيتسبب في تشريد أكثر من نصف مليون عامل، لذلك فالحل هو إعادة تدوير مخلفات الجلود، بدلا من تراكمها واشتعالها مع نشوب أي حريق.
وشدد «هاشم» على أنه سيتم إعادة تدوير مخلفات الجلود وتحويلها إلى وقود حرارى، وسيتم الاتفاق مع بعض رجال الأعمال لشراء هذه المخلفات وتدويرها، فضلا عن قيام أجهزة الحى بتنظيف الأسطح ورفع أي تراكمات قد تشتعل بفعل ارتفاع درجات الحرارة، مشيرًا إلى أن هناك حلا آخر وهو نقل ورش الأحذية خارج الكتلة السكنية مثلما حدث في المدابغ ونقلها لمدينة الروبيكى ببدر، لكنه حل يحتاج إلى قرار وزارى.
نقلًا عن العدد الورقي..