الإخوان وصراعهم التاريخي على السلطة.. تربحوا من وفاة عبد الناصر.. علاقتهم بالسادات كانت انتهازية.. أكثر عدوانية بعد 30 يونيو
منذ نشأة جماعة الإخوان الإرهابية، وهي تبني مجدها الزائف وشعبيتها، على علاقتها المضطربة بالمؤسسات والسلطة، مهما كلفتها هذه البطولات الوهمية من أثمان باهظة، بداية من اغتيال البنا عام 1949 مرورا باستئصالهم عام 1954 بعد تمردهم على الضباط الأحرار، للسطو على السلطة، نهاية بإسقاط مرسي بعد محاولة انقلاب ساذجة على جميع مكونات المجتمع، مؤسسات وأجهزة، وكيانات سياسية وثورية خرجت من رحم ثورة 25 يناير.
انتهازية مفرطة
ولم يترك الإخوان وسيلة للتعامل بانتهازية مفرطة إلا ودقوا أبوابها، تربح التنظيم من وفاة الرئيس عبد الناصر، وتولى الرئيس السادات السلطة، إذ سمح لهم بإعادة تكوين هياكلهم، وبدلا من استثمار الفرصة لبناء علاقات جيدة مع مؤسسات الدولة، والتعامل في النور، توحشوا بالانتشار والتغلغل في الحياة الاجتماعية عن طريق تطويع الدين لأهدافهم السياسية.
فرصة السادات لم تشفع له عندهم، ولو حتى بالترحم عليه، بعدما اغتالته يد الإرهاب التي خرجت من عبائتهم، ولم يتركوا ساحة واحدة إلا وأكدوا فيها، أن العلاقة مع السادات كانت انتهازية.
مرشحين مستقلين
وكذلك مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي اتبع سلفه ولكن بطريقة أخرى، حيث كان يتسامح في بعض الأحيان مع بعض أنشطتهم، ويسمح لهم بحضور الانتخابات في شكل مرشحين مستقلين، وفي النهاية انقلبوا عليه، وكانوا يريدون حبسه في السجن حتى الموت، خلال العام الذي حكموا فيه البلاد، خوفا من البوح بأسرارهم على مدار 30 عاما.
راوده عن نفسه.. فضيحة أخلاقية لوزير مع مراهق تنهى مستقبله السياسي| صور
الجهاز السري
وبعد ثورة 30 يونيو 2013، اتبع الإخوان طريقة أخرى أكثر عدوانية في التعامل مع السلطة، وأصبحوا ينادون بالعنف على جميع منابرهم، ونشط "الجهاز السري" ــ الذراع المسلح للتنظيم ــ مرة أخرى، ودشن حركتي حسم ولواء الثورة الإرهابيتين، وعادت تنظيرات سيد قطب زعيم التكفير في الجماعة، إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لحث شباب الإخوان ومن خلفهم الإسلاميين على الانتقام من رموز السلطة الجديدة، والقضاء والأمن والقوى السياسية والدينية المعارضة لهم.
يرى الشيخ محمد سعيد رسلان، الداعية السلفي المدخلي، أن الإخوان تنظيم إرهابي، يحاول إباحة القتل السياسي أو تخفيف عقوبته على أقل تقدير، لشرعنة العنف ضد مؤسسات الدولة.
حركة البنا
ويؤكد القطب السلفي المعادي للجماعة، أن حركة البنا حولت الحركة الإسلامية إلى تنظيم هدام ينفق عليه الغرب، بسبب ماسونية مؤسسها، لافتا إلى أن صراعات الإخوان مع الدولة المصرية منذ نشأة التنظيم، في عشرينات القرن الماضي للوصول إلى السلطة، كانت دائما مجرد بداية لاستدعاء الاحتلال من جديد إلى مصر والبلدان العربية، كما تفعل الآن، وستفعل لاحقا لو استمرت على قيد الحياة، على حد قوله.