تزامنا مع صفة القرن.. الفلسطينيون يستعدون لإحياء الذكرى الـ 26 لمجزرة الحرم الإبراهيمي
يستعد الفلسطينيون هذه الأيام لإحياء الذكرى الـ 26 لمجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت مدينة الخليل التي احتلها الصهاينة عقب حرب 1976 وذلك بالتزامن مع ما يسمى بـ صفقة القرن، وهى المجزرة التي تعد من أبشع الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين والتي وقعت في فبراير من عام 1995 ونفذها المتطرف باروخ جولدشتاين، أو باروخ جولدستين، وهو طبيب يهودي .
الخليل تلك المدينة ذات الكثافة السكانية المرتفعة رفض الاحتلال أن يتركها وشأنها فشقها بتأسيس مستوطنة "كريات أربع" التي بنيت في الخليل وسمحت للمستوطنين بأن يعيثوا في المدينة فسادًا، وبعد 23 عاما ما زالت مجزرة الحرم الإبراهيمي ماثلة في البلدة القديمة بالخليل، وبقية مدن وقرى فلسطين المحتلة، حيث لا ينسى أهالي الشهداء من الخليل شهدائهم الذين ارتقوا في الخامس عشر من رمضان، فبراير 1994، والتي استشهد فيها وجرح العشرات من المصلين الآمنين.
القصة بدأت حينما أطلق منفذ العملية النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقتل 29 مصليًا وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
الإرهاب الصهيوني منفذ المجزرة، هو من سكان مستوطنة كريات أربع وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية، وكان جولدشتاين معروفا لدى المصلين المسلمين، حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدوه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي، وكان قد أصر على قتل أكبر عدد من المصلين وأعد الخطط لذلك، وكان هدفه الوحيد هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل.
وتدرب جولدشتاين على تنفيذ مهمته داخل معسكرات صهيونية داخل فلسطين المحتلة وخارجها وكان معروفا بحقده الشديد على العرب، وبعد تنفيذه للمجزرة دفن في مكان قريب من مستوطنة كريات أربع ولا يزال يعامله المستوطنون على أنه قديس حيث أحرز تقدمًا بقتل العشرات من الفلسطينيين بصورة شخصية، بالرغم من حصوله على مساندة الجيش والمستوطنين من أحفاد حركة كاخ المتطرفة.
وقال الناشط الفلسطيني، عماد أبو شمسية، من تجمع "المدافعون عن حقوق الإنسان" اليوم الخميس: إن يوم المجزرة كان يوماً أسود، أتبعه الاحتلال بإجراءات تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة متمثلة بإغلاق الطرق والأسواق ومنع حركة الفلسطينيين في أجزاء واسعة من المدينة.
وقال عنان دعنا، ناشط لجنة الدفاع عن الخليل: إن إحياء ذكرى المجزرة يتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي خطته المسماة صفقة القرن، التي سيتم وفقها ضم أجزاء من المدينة، بما في ذلك الحرم الإبراهيمي، إلى دولة الاحتلال، ما يشكل خطراً أكبر على الوجود الفلسطيني في قلب المدينة ومحيطه، داعياً الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في فعاليات إحياء ذكرى المجزرة بشكل واسع رفضاً لتهويد أحد أهم المقدسات ورفضاً لصفقة القرن عموماً التي تشكل محاولة يائسة لتصفية القضية الفلسطينية.
ولا تزال مذبحة الحرم الإبراهيمي عالقة في ذهن كل فلسطيني والتي تردد أن أكثر من مسلح إسرائيلي شارك في المذبحة؛ إلا أن الرواية التي سادت تذهب إلى انفراد جولدشتاين بإطلاق النار داخل الحرم الإبراهيمي، ومع ذلك فإن تعامل الجنود الصهاينة والمستوطنين المسلحين مع ردود الفعل التلقائية الفورية إزاء المذبحة التي تمثلت في المظاهرات الفلسطينية اتسمت باستخدام الرصاص الحي بشكل مكثَّف، وفي غضون أقل من 24 ساعة على المذبحة سقط 53 شهيدًا فلسطينيًّا أيضًا في مناطق متفرقة ومنها الخليل نفسها.
اقرأ أيضا:
ولاقت مذبحة الحرم الإبراهيمي تأييدًا من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني، وعندما سئل الحاخام اليهودي موشي ليفنجر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم جولدشتاين، ردَ قائلًا: "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة"، حسبما ذكر ذلك الكاتب اليهودي يسرائيل شاحاك في كتابه الشريعة اليهودية.