صلاح طاهر عازف مبدع على أوتار الألوان
حياته ملحمة طويلة من المفاجآت والتحولات، شب من طفولته على حب الرياضة وأصبحت الملاكمة لعبته المفضلة، ولمع فيها حتى صار بطل مصر فىها في سن 14 سنة و21 سنة، ومع هذه الرياضة الصعبة التى تتميز بالعنف والقسوة اتجه إلى الموسيقى بما تتميز به من رقة الإحساس ولعب على آلة الكمان.
ومع الملاكمة والموسيقى ظهرت على الفنان صلاح طاهر ـــــ رحل فى مثل هذا اليوم 6 فبراير 2007 ــــ موهبة الرسم هوايته الأولى المفضلة فأصبح مشواره وطريقه فى الحياة حتى أصبح من أبرز نجوم الجيل الثاني من الإبداع التشكيلى بعد جيل الرواد مختار ومحمود سعيد وراغب عياد.
فى شارع الجنزوري بحى العباسية ولد الفنان التشكيلى صلاح طاهر عام 1912 ، والده تاجر منى فاتورة يمتلك محل للحراير والأصواف بالغورية التى تتميز بالعمارة الإسلامية الفاطمية المملوكية والتركية.
كان يضم منزل والده مكتبة حافلة بكتب التراث والشعر والدين ومن هنا تعلق بالكتابة منذ الطفولة وتشبع بالقراءة .
التحق بمدرسة الحسنية الابتدائية حيث التقى فى الفصل بأديب نوبل نجيب محفوظ الذى كان متميزا بالشامة على خده الايسر وتعليقاته وقفشاته .
وكما كتب صلاح بيصار فى مجلة الشرطة يقول: أثناء زيارة لأحد أصدقائه بمناسبة عيد ميلاده وإحياء الحفل بالعزف على الكمان فوجئ بوجود الأديب المفكر عباس محمود العقاد الذي أعجب بجمعه بين الملاكمة والفن فصارا صديقين رغم أن عمره كان 21 سنة وعمر العقاد 52 سنة .
عندما اكتشف والده حبه للرسم بدأ يشجعه ويحكي له عن عظماء الرسامين فى عصر النهضة، وفى عام 1929 التحق بمدرسة الفنون الجميلة فتتلمذ على يد أحمد صبري ويوسف كامل إلى جانب الأساتذة الأجانب.
بعد تخرجه عام 1934 اتجه إلى تصوير الريف المصرى حيث النيل والنخيل والأشجار والحياة اليومية للفلاحات بقرى الوادى من الدلتا إلى أسوان .
عمل صلاح طاهر مدرسا فى بادئ الأمر، وأقام أول معرض له عام 1935 ثم تولى الإشراف على مرسم مدرسة الفنون وهى شكل من أشكال الدراسات العليا استمر فيه عشر سنوات من الإبداع والتأمل.
انتقل بعد ذلك مديرا لمتحف الفن الحديث ثم تولى إدارة دار الأوبرا المصرية، ثم انتقل كاتبا ورساما فى جريدة الأهرام عام 1966، وصور ألف صورة بورتريه حتى أصبح رائدا للصور الشخصية، فرسم توفيق الحكيم وأحمد لطفى السيد والعقاد وزكى نجيب محمود وأم كلثوم وغيرهم من الرموز والبسطاء أقام أكثر من 80 معرضا خاصا فى مصر والعالم واشترك فى 67 معرضا جماعيا ونال جائزة الدولة التشجيعية عام 1960 والتقديرية عام 1974 ووسام الجمهورية عام 1975.
اقرأ أيضا:
الناي الحزين.. قصة "عم شحات" مع عزف الألحان الحزينة بجوار معابد الأقصر وقنا | فيديو
يقول عنه توفيق الحكيم: إنه عازف مبدع على أوتار الألوان وهو فى مقدرته أن يلعب بلون واحد فيخرج منه عدد من الألوان اللونية لا تدرى كيف خرجت .
وقال يوسف إدريس هو شاعر اللمسة، بركانى اللون حاد كالخط الفاصل بين الحق والباطل والقبح والجمال والنغمة والضجة.