بعد اعتذارات القيادات الوسطى عن أخطاء الماضي.. لماذا لم تشعر قيادات الإخوان بالندم؟
اعتذارات متتالية وبشكل غير مسبوق من القيادات الوسطى لجماعة الإخوان الإرهابية، عن أخطاء المرحلة السابقة، والمثير أن أغلب الذين يعتذرون ليس لهم وزن في التنظيم، سواء الذين أبقوا على مواقعهم في الجماعة، مثل قطب العربي، أو الذين رحلوا عنه مثل عمرو دراج، وزير التعاون الدولي السابق، ويبقى السؤال: لماذا لا يعتذر الكبار، الذين بيدهم الأمر والنهي، أم القضية كلها مسرحية جديدة للتنظيم!
الشيخ محمد دحروج، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن اعتذار الكثير من القيادات الوسطى لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، عن أخطاء الجماعة خلال المرحلة السابقة، مجرد محاولات استقطاب جديدة للشباب.
سامح عسكر: الإخوان أول من اخترع نظام الخلايا العنقودية الإرهابية
ويوضح دحروج أن هناك وظيفة أخرى لمثل هذه الاعتذارات، باعتبارها مسكنات للشباب الثائر داخل التنظيم من تردي أوضاعهم داخليًّا وخارجيًّا، دون التعرض لقدسية وهالة القيادات الفعلية والتنظيمية، والمساس بمبدأ الولاء والطاعة العمياء، لافتا إلى أن الاعتذارات ليست تجديد للخطاب والفكر الإخواني في مخاطبة المجتمع والمنضوين تحت لواء التنظيم، موضحًا أنها حلقة مرتبة ومنظمة ضمن مسلسل الخداع والتضليل وتشتيت الفكر الذي يمارسه التنظيم ببراعة منذ نشأته في الأزمات التي يتعرض لها كنوع من خدعة حربية لها أصل شرعي حسب تأويلهم وزعمهم.
وتابع: هذه الاعترافات لا وزن ولا قيمة لها، لأنها معلومة منذ زمن بعيد، ويقف على حقيقتها الجميع عدا المغرر بهم من أعضاء التنظيم، مردفا: المكسب الحقيقي لجميع الأطراف هو الاعتراف بالخطأ جملة وتفصيلاً مع التبرؤ والتوبة وطلب المصالحة والعودة وتسوية الأوضاع قانونيا واتخاذ ما يلزم.
سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، يؤكد هو الآخر أن قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، لا يشعرون بمعاناة شباب الجماعة، ولذلك تتخلص المراجعات التي تجرى بين حين وآخر في الكوادر الصغيرة.
ويوضح عبد الحميد، أنهم يعترفون بالتغرير بهم، بعد أن جعلهم القيادات وقودًا للصدامات، مردفا: بعد أن يُسجن الصغار؛ لا يجدون من يسأل عنهم، وإذا هربوا إلى تركيا يتسولون، ولا يجدون قوت يومهم، بينما الكبار في رغد من العيش داخل الفنادق.
ويختتم: لذلك لا نجد مراجعات من القيادات التي تعيش في رغد، والاعترافات تكون فقط في الشباب الذي تم خداعه والكذب عليه والتغرير به، بينما القيادات يُماطلون، ويُخفون أكاذيبهم السابقة بأكاذيب ووعود وأوهام جديدة.