السياسة تفكك «حزب الله».. أزمات تهدد مستقبل رجال نصر الله| تقرير
يعانى «حزب الله» فى لبنان من العديد من الأزمات مؤخرًا، خاصة بعد اندلاع المظاهرات والاحتجاجات فى البلاد، حيث بدأت قاعدته الشعبية بالتفكك، ولم تعد المقاومة مصدر إلهام لهم كما كانت فى السابق.
ويواجه الحزب أزمة حقيقية، حيث إنه كان فى السابق يركز على «الصراع مع إسرائيل»، ولم يشارك فى الحكومات اللبنانية بصفة أساسية، لكنه الآن يدير الحكومة وسط حالة من الانهيار الاقتصادى فى البلاد، وأصبح فى موقع المواجهة مع الشارع اللبنانى والمحتجين، ما أفقده شعبيته والعديد من المؤيديين، جراء فشلة فى إدارة البلاد.
الاحتجاجات الشعبية
انتقد «حسن نصر الله» الاحتجاجات التى اندلعت فى أكتوبر الماضى، والتى ضمته إلى قائمة السياسيين الغير مرغوب فيهم داخل الساحة السياسية اللبنانية، حيث إنه بالرغم من أن «نصر الله» لا يشغل أي منصب رسمى فى البلاد، إلا أنه يسيطر هو وحلفاؤه على الحكومة الأخيرة، والتى استقالت فى أكتوبر، وكذلك الحكومة الجديدة التى تم تشكيلها فى يناير الماضى.
وهاجم أنصار «حزب الله وحركة أمل» مواقع الاحتجاج فى بيروت، وغيرها من المدن، لمرات عديدة خلال الفترة السابقة، بالإضافة إلى التعدى بالضرب على المحتجين بالعصى والهراوات.
كما أشارت بعض التقارير، إلى إبلاغ المتظاهرون عن تلقى مكالمات تهديد أو ملاحظات صوتية مجهولة على موقع التوال الاجتماعى «واتساب»، تحذرهم فيها من التأثير السلبى للمظاهرات، ويطالبونهم بالتوقف عن الاحتجاج.
انهيار اقتصادى وسياسي
لا تزال الاحتجاجات مستمرة فى جميع أنحاء البلاد، بعد 5 أشهر من انطلاقها، وسط تدهور للأوضاع الاقتصادية والسياسية، ضد الطبقة السياسية التى لا تستطيع حتى توفير الخدمات الأساسية فى بلاد، أو إدارة وهيكلة الاقتصاد.
ويواجه لبنان فى الأعوام الأخيرة، مشكلتين أساسيتين، الأولى مالية، وترتبط بارتفاع الدين العام ليبلغ 152% من حجم الناتج المحلى للبلاد، والثانية اقتصادية، وتتمثل فى ضعف النمو الاقتصادى، حيث إن البطالة ترتفع، وفرص العمل نادرة، والبنية التحتية فى البلاد متهالكة، وإيرادات الدولة من العملات الأجنبية تكاد تختفى، حيث إن الاحتجاجات المتواصلة التى تضرب البلاد، أدت إلى انهيار السياحة، ولجوء رجال الأعمال الأجنبيين إلى الهروب من الاستثمار وسط حالة من الضبابية تهيمن على البلاد.
بعد ضغوط "حزب الله" لصالح دياب.. إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية خلال ساعات
انقلاب الشيعة على الحزب
أشارت بعض الوكالات الأخبارية الأجنبية والعربية، إلى إعتذار بعض المتظاهرون الشيعيين المناهضين للحكومة اللبنانية، على شاشات التلفاز، بعدما ظهروا قبل عدة أيام يهتفون ضد أمين عام وزعيم حزب الله «حسن نصر الله»، ويتهمونه بتجويع وتهميش الطائفة الشيعية فى البلاد.
وأكد المحللون والخبراء أن هذا الاعتذار، من المرجح أن يكون بداية للمزيد من عمليات العنف الانتقامية ضد المتظاهرين من الطائفة الشيعية، وهى أكبر طائفة دينية فى لبنان من بين طوائفه الـ18 المعترف بها، والتى اعتمدت على «حزب الله» لعقود فى توفير الحماية والوظائف والخدمات الاجتماعية، بالإضافة إلى شعور النضال المشترك ضد إسرائيل والأعداء الآخرين، حيث إن العقوبات الأمريكية على حزب الله وإيران، جعلت الحزب الشيعى أقل قدرة على تقديم هذا الدعم وهذه الخدمات والوظائف التى اعتاد الشيعه الاعتماد عليها.