محمد دحروج يكتب.. لحظة فوضى
هي لحظة كأي لحظة تلك التي تفصل على سبيل المثال لا الحصر الخطأ عن الصواب والحق عن الباطل والخير عن الشر والإيجابية عن السلبية والبناء عن والهدم تلك اللحظة.
التي تفصل بين وطن واللاوطن والدولة واللا دولة والقانون واللاقانون بين القوة والضعف تلك اللحظة التي حفظ الله منها مصر بفضله ثم بفضل شعبها الذي حولها من لحظة غفلة إلى لحظة يقظة من اللاوعي إلى الوعي. من اللامسؤلية إلى الاصطفاف والمسئولية إذن أعدائنا يعملون ليل نهار ليحصلوا على هذه اللحظة لحظة الفوضى.
لحظة فوضى طال انتظار هذه الشرذمة الضالة لها منذ ثورة 30 يونيو المجيدة يتحينها المشتاقون إليها والعاملون عليها والعاملون لها ليل نهار لأنهم من دونها كالموتى فهي بمثابة قبلة الحياة التي ستعيدهم من الموت وإكسير الأبدية وصولجان عزهم بل هي الهواء الذي يتنسمونه ويتنفسونه والخير الذي يتمنونه ويترقبونه.
لحظة فوضى ينتظرها تنظيم الإخوان ليعود لسابق عهده يحقق حلمه وتمنيه في التسلط والسيطرة وممارسة الفاشية والوصاية على حساب الأمة وأمال الناس لحظة فوضى ينتظرها الدواعش ليعملوا آلة الذبح والسبي والجلد والتنكيل والتهجير في البلاد طولا وعرضا باسم الدين والشريعة لحظة فوضى ينتظرها الصهاينة ليحققوا حلمهم من النيل إلى الفرات دون أن يعترضهم أحد أو يحول دون تحقيق حلم دولتهم الكبري.
لحظة فوضى ينتظرها أدعياء الحرية والديمقراطية وحقوق الشواذ من أصحاب الدكاكين الحقوقية ومرتزقة التمويل الخارجي لإشاعة الفوضى الخلاقة من الأناركية والمخطوفين ذهنيا والمبلولين عقليا الذين لايعرفون كوعهم من بوعهم ويعرفون بما لا يعرفون ويدعون المجتمع ليل نهار للانحلال والرذيلة والتسيب وهدم القيم والثوابت الدينية والاجتماعية.
لحظة فوضى ينتظرها الطامعون في نيلنا وطيننا ورملنا وغازنا وجازنا وزرعنا وثمارنا وشمسنا وهواءنا وحضارتنا وثقافتنا بل وأزهرنا وكنيستنا ووحدتنا وتماسكنا ومؤسساتنا الوطنية.
لحظة فوضى تلك هي التي ينتظرها المتربصون والمتآمرون من أعداء الداخل والخارج من الفاسدين والمفسدين لينقضوا على الوطن يفترسونه دون رحمة وبلا شفقة أو استثناء بسبب وبدون سبب لا يحتاجون في جريمتهم هذه إلا بعض التبريرات والشعارات والصعبانيات والوطنية الزائفة والتدين المغشوش وادعاء الدفاع عن الحقوق والحريات.
لحظة فوضى تساوي خرابا وضياعا لحظة فوضى يتبعها انكسار وذل وخزي وعار ولعنة تصيب الجميع لا تدع أحدا إلا وطالته ولابناء شامخا إلا وهدمته ونالت منه ولا أخضر ولايابسا إلا أصابه من شرها فالفوضى هي الفوضى حينما يسري سمها الزعاف في البيت أو المدرسة او العمل أو الشارع أو الوطن لحظة الفوضى هي القشة القاصمة لكل ظهر يتحمل المسئولية في كل مكان وزمان فاحذروها.
لحظة فوضى أخيرا هي ما دفعني الخوف للتحذير منها وكتابة مقالي هذا لنتذكر سويا ونعي جميعاً ونضع نصب أعيننا أن الخطر لايزال قائما والمؤامرة مستمرة وليست قاصرة على يوم أو ساعة أو مكان بل هي تستهدفنا جميعا في كل زمان ومكان من أرضنا الطيبة.
واحذروا أن تكونوا مثل امرأة ضرب الله بها مثلا.
قال الله تعالى في سورة النحل: "لَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا" (92) وتذكروا قوله تعالى في سورة الأنفال "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ”.. (2).
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها ومؤسساتها وقضاءها وولي أمرها من كل مكروه وسوء.