الشيخ فتحي المليجي.. تفرد بعلم المقامات الموسيقة وعمل بنصيحة «الشيخ مصطفى اسماعيل»
تربى القارئ الشيخ فتحي المليجي في مدرسة «الشيخ مصطفى اسماعيل»، ولم يخرج منها حتى وفاته في مثل هذا اليوم من عام 2009، بعد رحلة عطاء طويلة آثر خلالها الإخلاص وعدم البحث عن الشهرة في دولة التلاوة، وتفرد بالإلمام التام والفهم العميق بالمقامات الموسيقية وأحكام التلاوة.
النشأة
ولد المليجي في الخامس من سبتمبر عام 1943 بقرية الحبش بمحافظة الشرقية ، وحفظ القرآن الكريم على يد جده الشيخ «محمد حسن عمران» في القرية نفسها، وأتمه على يد الشيخ «محمد الباشا» في العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الأزهري في مدينة «أبو كبير» بمحافظة الشرقية عام 1954، وحصل على الابتدائية الأزهرية ثم التحق بالمعهد الإعدادي بالزقازيق، قبل أن يلتحق بمعهد القراءات في القاهرة، إبان تلك الفترة بدأت موهبته القرآنية تفرض نفسها بين كبار القراء.
المركز الأول
شارك في إحدى المسابقات التي تنظمها وزارة الأوقاف للقراء في شهر رمضان وفاز بالمركز الأول في عام 1977 وانضم لبعثات الوزارة لإحياء ليالي شهر رمضان في الخارج، وسافر لأول مرة إلى إنجلترا عام 1983 بصحبة المشايخ «أحمد عامر» ومحمود عصفور وفؤاد العمروسي لإحياء شعائر الشهر الكريم في مدينة لندن، ثم سافر إلى جلاسجو شمال إنجلترا وإسبانيا والدنمارك والسويد.
سفرياته للخارج
وعين الشيخ "المليجي" قارئا للسورة في مسجد الثورة، وامتدت سفرياته بعد ذلك إلى الولايات المتحدة أكثر من ست مرات، وقرأ للجاليات الإسلامية في نيويورك وكاليفورنيا وسان فرانسيسكو، كما سافر إلى البرازيل والأرجنتين وبنما والسعودية والإمارات، وفي منتصف الثمانينيات سجل الشيخ فتحي المليجي المصحف المجود لإذاعة الكويت.
اللحظة الفارقة 1
كانت اللحظة الفارقة في حياة الشيخ مصطفى المليجي، عندما قدمه الشيخ مصطفى اسماعيل، للقراءة في الجامع الأزهر وكان وقتها بعمر العشرين وما أن انتهى من تلاوته حتى أثنى عليه الشيخ "اسماعيل" وسأله في أعقاب التلاوة: ماذا تعرف عن قراءة «حمزة » يا فتحي ؟ فأجاب : إذا أردت أن تسلم من «حمزة» فلا تقف على همزة..فأعجب به وأثنى عليه كثيراً ونصحه بالالتحاق بالقسم الحر بمعهد الموسيقى حتى يدرب صوته وبالفعل نفذ الشيخ «فتحي» نصيحة أستاذه.
شاهد أيضا.. "انت محافظ من ضمن٢٥" قصة المشادة التي منعت الشيخ راغب غلوش من التلاوة
اللحظة الفارقة 2
وكانت اللحظة الفارقة الثانية في حياة الشيخ "فتحي المليجي" عام 1984 حينما جاء موعد الانضمام إلى الإذاعة المصرية، فقال عن تلك اللحظة: جلست أمام لجنة اختبار القراء المكونة من الشيخ «رزق خليل» والشيخ «محمود برانق» والشيخ « محمود طنطاوي» والشيخ «عفيفي الساكت» وكنت أجتاز الاختبار تلو الآخر بسهولة ويسر وتوفيق من المولى عز وجل حتى وقعت الواقعة التي كادت تحول بيني وبين مصافحة آذان المستمعين عبر الأثير وعندما سألني الشيخ «عفيفي الساكت السؤال الآتي : كم قراءة في كلمة تشاء.. في قوله تعالي :« قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء».. فقلت له هل تمتحنني قراءات أم في رواية حفص؟، ورد الشيخ بحدة:
أنا أمتحنك في رواية حفص، فقلت له : إذن يكون السؤال «كم وجهاً ؟ وليس كم قراءة؟ وصمت الشيخ ولم يرد، وعلق الشيخ القوصي بقوله هذا صحيح ولكن لم يكن هناك داع لإحراج اللجنة التي قررت تأجيل اعتماده لمدة ستة أشهر، اعتمد بعدها بالفعل بالإذاعة ثم بالتليفزيون لينطلق صوته عبر الأثير ويسمعه كل المسلمين في أنحاء العالم شماله وجنوبه شرقه وغربه.
قالوا عنه
قال عنه الشيخ أبوالعينين شعيشع إنه صاحب صوت لا غبار عليه، وأنه من أنقى الأصوات في العالم، صوت يعجز الموسيقيون عن الإتيان بمثله.
وقال عنه الشيخ راغب مصطفى غلوش .. إنه أقرب التلاميذ إلى الشيخ مصطفى إسماعيل وهو قارئ محترم بنفسه إلى آخر مدى، كما يتميز صوته بالغزارة والدسامة والنضوج، ووصفه الشيخ «عبد الفتاح الشعشاعي: «بأنه مدرسة قرآنية قائمة بذاتها ولا يجرؤ أحد على تقليده».