نادية لطفي تهاجم السياسة الأمريكية بسبب النكسة
فى فبراير عام 1967 زارت نادية لطفى الولايات المتحدة الامريكية وقضت هناك شهور قليلة بصحبة ابنها الوحيد الذى يعمل هناك، وبعد عودتها وقعت نكسة يونيو 67 فكتبت مقالًا عن الشعب الامريكى وحدوث الهزيمة والنكسة تقول فيه:
الشعب الامريكى لايعرف لا يرى لايسمع والذين يسيطرون على مصيره ويرسمون سياسته هم قلة من الهمج وتجار الحروب الذين يخضعون خضوعا ذليلا للتكتلات وللاحتكارات الرأسمالية التى يسيطر عليها الصهاينة اعداء بلادنا .وجهل الشعب الأمريكى أفرادا وجماعات بكل مايدور فى العالم من أحداث شيء مشين بشعب يدعى التحضر والثقافة.
وخلال الفترة القليلة التى قضيتها فى الولايات المتحدة صدمت فى كل مرة ناقشت فيها فردا أو جماعة منهم .. إنهم يجهلون تماما ماذا يصنع الصهاينة بهم .. ويجهلون كل هذه السيطرة الآثمة للصهيونية الغادرة وهى تركب ظهورهم وتسوقهم كالاغنام لتنفذ اهدافها.
وهم لايعرفون عن فلسطين التى نكبت بجرائم الصهاينة إلا مايردده الصهاينة أنفسهم من خلال الصحف المأجورة التى يسيطرون عليها وشركات التليفزيون التى يشترونها بالمال ويسخرونها لأهدافهم ويتصورون أن فلسطين الجريحة كانت وطنا لليهود منذ ألفى سنة إلى أن ألقى الغرب باليهود فى البحر، وتعمل أمريكا الآن على إعادتهم إلى وطنهم.
إن الجريمة الأمريكية التى ترتكب الآن على أرض وطننا العربى .. التآمر والتواطؤ مع إسرائيل على العدوان لا يمكن أن يرتضيها شعب الولايات المتحدة .. فالفرد العادى يجهل تماما أبعاد السياسة الأمريكية المتآمرة ، ولكن هذا الجهل فى حد ذاته جريمة يرتكبها الفرد الأمريكى فى حق نفسه وفى حق الإنسانية جميعها .
وأذكر ليلة فى بيت أسرة أمريكية فوجئت برب الأسرة يسألنى لماذا ألقيتم بهم فى البحر ؟ خانتنى دموعى وبكيت الذين سرقوا الأرض واغتالوا العرب ولم يحترموا ميثاقا ولا اتفاقا وكانت شريعتهم الغدر هل نحن الذين القينا بهم فى البحر .
يسرا تنعي الفنانة نادية لطفي: فقدنا قامة عظيمة
وإذا كنا نحن العرب قد خسرنا الجولة الأولى فى المعركة فهى خسارة شريفة لعبت فيها أمريكا وبريطانيا دور البلطجى ..دور الفتوة الذى خرج علينا من الظلام لكى يشترك فى مؤامرة دنيئة لضربنا.. لكننا كسبنا الكثير.
كسبنا مناصرة كل الشعوب الحرة المحبة للسلام وكسبنا الوحدة العربية الشاملة بل وكسبنا الاهتمام العالمى الشريف بقضية فلسطين مما يوجب علينا ان نبدأ شرح قضيتنا للرأى العام العالمى بكل وسيلة ليكتمل لنا النصر . والنصر آت لاريب فيه على تجار الحروب من الامريكان والانجليز وصنيعتهم اسرائيل