«الغاز» أزمة تشتعل فى «غزة».. القطاع يحتاج 300 طن يوميًا.. 120 طنًا فقط لمليون ونص غزاوى.. المواطنون يستقبلون «رمضان» بـ«الأسطوانات» الفارغة.. «أبوسالم
بالرغم من أن قطاع غزة يحتاج من 250 إلى 300 طن غاز يوميًا، إلا أن نحو 120 طنًا فقط هي التي تدخل القطاع، لتتواصل معه أزمة ومعاناة نحو مليون ونصف المليون مواطن غزاوي.
بدت وهي تنظر إلى أسطوانة الغاز الفارغة أمامها والتي نفدت آخر قطراتها لتعلن عن وجبة طعام لم يكتمل نضجها، إنها ربة المنزل "منى صبيح" التي تمنت أن يباغتها صوت موزع "الأسطوانات" وهو ينادي بكلماته المألوفة "غاز.. غاز".
غير أن الأم لستة أبناء تضطر كما المئات من أهالي غزة للانتظار طويلا، أمام استمرار أزمة نقص غاز الطهي في القطاع، وأكثر ما تخشاه "منى -42 عامًا" أن تتفاقم الأزمة في شهر رمضان المقبل بعد أسابيع، فالمعاناة وقتها تتضاعف.
وتسبب الإغلاق المتكرر في الأيام الماضية لمعبر "كرم أبوسالم" التجاري بسبب الأعياد أو لأسباب أمنية، أن تتذرع إسرائيل بوجودها في أزمة نقص غاز الطهي.
ولم تستطع "نوال السيد -صاحبة العقد الرابع" أن تُخفي قلقها الشديد إزاء استمرار أزمة غاز الطهي بالتزامن مع اقتراب حلول شهر رمضان، وأشارت إلى أن أسطوانتين أرسلتهما للموزع منذ 13 يوما ولم تحظ بتعبئة إحداهما.
وأكثر ما تخشاه "نوال" أن يطرق رمضان الأبواب والأزمة تراوح مكانها؛ فشهر الكرم كما تؤكد يحتاج إلى كميات مضاعفة من الغاز، وتستدرك بالقول: "أسابيع تفصلنا عن الأيام المباركة، هذه الأيام التي تكثر فيها الولائم والوجبات المميزة والحلويات.. فكيف سيكون الحال وتعبئة الأسطوانات تمر برحلة طويلة من الانتظار والعذاب."
ولأنّه ملّ من الاصطفاف في طابورٍ طويل أمام أبواب محطات الوقود دون فائدة، لم يكن من حل أمام الحاج الستيني "أبوسامر ياسين" سوى أن يقوم بصناعة فرن من الطين في ركن بعيد في ساحة منزله.
وأشار إلى أنه فقد الأمل في حل جذري لأزمة غاز الطهي، وأضاف بصوتٍ تتحسر نبراته على واقعٍ يزداد قسوة يوما بعد يوم: "رمضان شهر الخير وما من حل سوى أن نلجأ لأفران الطين".
وإن كانت ربة المنزل "سعاد سكيك"، ترفع شعار "لا لهذا الطعام ولا لذاك" لإطالة عمر قطرات الغاز داخل الأسطوانة الوحيدة في بيتها فإنها لن تتمكن من ذلك في شهر رمضان، إذ تؤكد الأم لسبعة أبناء أن أولادها يتفننون في اختيار ما لذ وطاب.
وساعتها لن يكون أمامها كما تقول سوى أن تلجأ للأساليب البدائية المتمثلة في وابور الجاز أو فرن الطين لتفادي أزمة نفاد الغاز".
ويأمل "عبدالناصر مهنا"، مدير عام الهيئة العامة للبترول بالقطاع أن تحل هذه الأزمة في القريب العاجل وأن يطل شهر رمضان على الغزيين وقد انتهت الأزمة بشكل كامل.
وقال مهنا إن بوادر حل أزمة الغاز تلوح في الأفق؛ وفق الوعود التي تلقتها الهيئة الأيام الفائتة، مشيرًا إلى أن جهودًا كبيرة تبذلها الهيئة بالتنسيق مع حكومة رام الله ومع الجانب الإسرائيلي من خلال القطاع الخاص لزيادة كمية ضخ الغاز لسد احتياجات القطاع.
وقدر "مهنا" الكمية المدخلة يوميًا إلى القطاع بـ 120 طنا، في حين يحتاج القطاع من 250 - 300 طن يوميًا.
ولإنهاء أزمة نفاد غاز الطهي وحلها بشكل جذري، دعا مهنا لزيادة عدد ساعات العمل على معبر كرم أبوسالم، وإنشاء خط جديد لضخ الغاز، واستدرك بالقول: "فكرة الخط الجديد وإن كانت تحتاج لوقت طويل ولكن خروجها للنور كفيل بالتغلب على الأزمة التي لن تزول إلا بفك ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع."
وتفرض "إسرائيل" حصارًا على غزة ومعابرها منذ يونيو 2006، وشددت هذا الحصار بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيو 2007.
وبعد أن كانت 7 معابر حدودية مفتوحة تحيط بقطاع غزة، اقتصرت السلطات الإسرائيلية اعتمادها على معبرين وحيدين فقط.
واعتمدت إسرائيل معبر كرم أبو سالم بين مصر وغزة وإسرائيل معبرًا تجاريًا وحيدًا، حصرت من خلاله إدخال البضائع إلى القطاع، فيما أبقت على معبر بيت حانون شمالي القطاع بوابة لتنقل الأفراد بين غزة وإسرائيل.