البرهان يحطم الأواني.. تحليل صهيونى للقاء التطبيع بين السودان وإسرائيل
في خطوة مفاجئة أعلن المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال، عوفر جندلمان، مساء أمس، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التقى رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان في عنتيبي بأوغندا بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، واتفقا على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، وهو اللقاء الذي يكشف عن مصالح سودانية إسرائيلية مشتركة تدفع كل طرف للهث وراء الآخر يرصدها التقرير التالي.
جسر لواشنطن هكذا وصف الكاتب والبروفيسور الإسرائيلي، جادي حيطمان، اللقاء معتبار إن تحرك رئيس مجلس السيادة السودانى في قمة أوغندا لا يبشر بالتطبيع رغم أن ما قام به برهان ما هو إلا تطبيع علني وصريح من جانبه، وإنما البروفيسور الإسرائيلي يرى أنه ما هو إلا خطوة بإتجاه واشنطن.
وعلى أى حال سواء كان الهدف واشنطن أو غير ذلك فإن البرهان يحطم الأواني ويعلنها صراحة أن تعزيز مصالحه لن يجري إلا بالتعاون مع الكيان الصهيوني، ولن يعتمد على مجرد لقاءات سرية ولكن بمنتهى الأريحية أصبحت اللقاءات معلنة.
ويوضح الكاتب الصهيوني أن نتنياهو، بالنسبة للبرهان، هو حاليا جسر إلى واشنطن، لأنه عن طريق "التطبيع" يقدر أنه يستطيع تعزيز مصالحه ومصالح بلاده، على حد قوله.
وتقول وجهة النظر الإسرائيلية إن السودان بلد فقير للغاية ويبلغ عدد سكانه أكثر من 40 مليون نسمة، وفي هذا الوقت، يقدر النظام هناك تعزيز المصالح الوطنية لبلاده من خلال العلاقات مع إسرائيل، حيث يحتاج السودان إلى المال، وأمور كثيرة أخرى دون أن يوضح ما هى الأمور الكثيرة الأخرى.
وتضيف وجهة النظر التحليلية الإسرائيلية أن ذلك يحتم على الولايات المتحدة حذف السودان من قائمة الدول الراعية لـ الإرهاب، كما أن إسرائيل، يمكن أن تقدم المساعدة في مناطق أخرى إلى النظام في الخرطوم.
ولا يخفى على أحد التوغل الإسرائيلي في أفريقيا والذي بموجبه يتم العبث في ملف سد النهضة الإثيوبي الذي لم يكن ليبنى لولا الدعم الصهيوني غير المسبوق في للجانب الإثيوبي.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، إن من جهة الجانب الإسرائيلي، يعتبر هذا إنجازًا سياسيًا مهمًا، وإن كان محدودًا، لأن السودان ليس دولة عربية رائدة، موضحة أن كل ذلك لم يؤد إلى توقيع اتفاقات السلام، ولكن في الواقع خلق واقعًا للتطبيع - اجتماعات وتفاهمات وزيارات وفود سياسية ودينية وما إلى ذلك، مشددة على أن كل ذلك حدث دون محاولة الترويج لحل سياسي للفلسطينيين- على حد وصفها، ساخرة في الوقت نفسه قائلة أنه قبل أكثر من 50 عامًا منذ أن قال مؤتمر الخرطوم "لا" للمفاوضات مع إسرائيل بعد حرب 1967 فإن هذا الواقع تغير اليوم.
أما من جهة إسرائيل فالموضوع يدعوها للتعالي والسخرية بالفعل لأنه خلافا لما جاء بالفعل في مؤتمر الخرطوم قبل أكثر من 50 عامًا فإن الموقف اليوم يعني تعاظم النفوذ الصهيوني في إفريقيا بشكل مبالغ فيه وأكثر من ذي قبل بما يشكل خطورة على الأمن القومي لـ الدول العربية الموجودة في القارة الإفريقية.
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الخطوة بالتاريخية، وخاصة أن تل أبيب والخرطوم اتفقا على الشروع في تعاون ثنائي يفضي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.
نتنياهو والبرهان.. لقاء سوداني إسرائيلي مفاجئ على أرض أوغندا
في الوقت نفسة فإنها خطوة مهمة لـ نتنياهو لتعزيز نفوذه الداخلي في الوقت الذي تراجعت فيها شعبيته بسبب فشله السياسي الذريع وكذلك قضايا الفساد التي تلاحقه هو وأسرته، وهى عادة نتنياهو فحينما يواجه أى مأزق داخلي يلجأ إلى إبراز نفسه على الساحة الدولية.