ضيوف مؤتمر التجمع الإعلامي العربي: العالم في حاجة ماسة لوثيقة الأخوة الإنسانية
عقدت، اليوم الثلاثاء، الورشة الرابعة على هامش مؤتمر التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية، والتى جاءت تحت عنوان «مستقبل الأخوة الإنسانية ومستقبل الإعلام العربي»، في مؤتمر التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية، والذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بأبو ظبي بدولة الإمارات.
وأدارت الجلسة الإعلامية نوفر رمول، والمتحدثون الكاتب الصحفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ياسر رزق، والدكتور عبد المنعم سعيد، والإعلامي شريف عامر، والإعلامي خالد البرماوي، والإعلامي عثمان مرغني، والإعلامية دانة الصياغ.
وقال الإعلامي عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة صحيفة المصري اليوم، إن المستقبل نتيجة ما فعلناه وما نفعله الآن يحدد مصيرنا، فعلينا أن نعي ذواتنا ونفهم العالم وما يحتاجه الآخر لكي نصنع مادة شيقة تناسب الاختلافات الفردية بين فئات الجمهور.
وأكد خلال كلمته بالندوة، أنه لتفعيل ما تنص عليه وثيقة الأخوة الإنسانية، علينا أن نعي أن القضية التي تمس كل الناس هي وظيفة الإعلام، وأن الإنسانية كلها شأن عام، فقضية الإعلام العربي ليست بأن على المحتوى أن يقضي بين القضاة أو يكون حكما، ولكن بأن يجيد الإعلامي التعامل مع الحقائق والعلاقات بين الموضوعات.
وأضاف أنه لا بد من التعامل مع مسألة الأقليات للوصول إلى الوطنية وحتى لا تتفتت الدولة، وأن نحارب الفقر ونتغلب على مشكلة الاستيراد والتصدير، وأيضا تحرير الفكر الديني والقومي والوطني عن طريق التكنولوجيا.
ولفت إلى أن الإعلامي لديه اختيارات عند التناول لذا عليه الاختيار وفقا للمبادئ الإنسانية وما يحتاج إليه الجمهور.
قال الإعلامي الكاتب الصحفي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ياسر رزق: “إننا نمر بمرحلة انتقالية منذ ٢٠١١، وهي ما نسميه بقمة جبل الجليد، وسقطت النظم العربية لأنها أرادت أن تتحول إلى ممالك”.
وأضاف خلال فعاليات الورشة الرابعة، أن الإعلام وزع جهوده ما بين الدعاية والحرب النفسية، وفيما يخص النوع الثاني لدينا كنموذج قطري قناة الجزيرة، فيستخدمون الحرب النفسية ضد مصر والإمارات والبحرين وغيرها من الدول في محاولة للتأثير على العالم العربي بتزييف الواقع وخلق صورة جديدة غير واقعية.
وأكد أنه لولا احتياج العالم لما وقع كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وقداسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، وثيقة الأخوة الإنسانية، ولكن بسبب الأحداث التي نشهدها وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا بسبب داعش وغيرهم أصبحت لدينا حاجة ماسة للوثيقة.
وأشار إلى أنه يرى أن الوثيقة تخاطب المستقبل أكثر من الحاضر، متسائلا: «هل وصلت إلى الغرب والإعلام الغربي لتطبيقها بكل بنودها في خطوة نحو السلام؟!».
ولفت إلى أن الحراك جلي في الدول العربية، ففي لبنان ثورة على الطائفية ونهضة لإقامة الدولة الوطنية، وفي مصر حراك ضد جرائم الإخوان فتم افتتاح مسجد وكنيسة إلى جانب بعضهما البعض في العاصمة الإدارية تعبيرا عن التوحد.
وأشار إلى أن الوثيقة تشهد خوارج عليها تحديدا في قطر، وعلينا مع الالتزام بها استبعاد جهات معينة، فعلى سبيل المثال نجد محطات تمارس علينا الحرب النفسية وتفتح أبواقا لجماعات معادية للعروبة والوطنية وتخالف حتى الوثيقة العربية.
وذكر رزق أن بعض وسائل الإعلام لا تحترم حركة الحياة الخاصة، ولا تتعامل بمسئولية مع المشاهد، وفقط إن احترمنا دساتيرنا ولوائح المهنة يمكن أن يتغير كل شيء للأفضل.
نص مبادئ العمل الإعلامي في وثيقة الأخوة الإنسانية
ومن جانبه، قال الإعلامي شريف عامر إن الحديث عن الدولة الوطنية «بديهيات»، وخدمة القضية هي خدمة القارئ، متسائلا: «هل نحن نخدم الناس؟، وإذا كنا نخدمهم فلمَ نحن بحاجة إلى الوثيقة؟».
وأضاف أننا نتكلم عن أجيال جديدة لا تستمع إلى الراديو ولا تقرأ الجريدة، لكن بالنسبة لهم التواصل الاجتماعي أهم من الأخبار، متسائلا: «هل نحن نقدم المحتوى الذي لا يجعلنا في تهديد؟»، مؤكدا أننا في حاجة للوثيقة وعلينا تقديم مادة صحيحة لكي لا نضر بالمواطن والمجتمع.
وقالت الإعلامية دانا الصباغ: “لكي نقدم محتوى صحيحا يخدم الدولة الوطنية والمجتمع، علينا التركيز على الهدف، ونحن نسينا وضع الخدمة العامة كهدف رئيسي، وأصبحنا لا نخدم المشاهدين وننساق وراء الأخبار دون تحليلها ولا نتعمق وبالتالي لا نخدم”.
وأوضحت أن القصص الإنسانية لم تعد الأساس، رغم أننا في مرحلة تلزمنا بوثيقة لحماية الإنسان نضع من خلالها معايير نسير عليها نحو خدمة الإنسانية.
وفي كلمته، قال الإعلامي خالد البرماوي إن الصحافة خلت من المواد المناسبة، فبعد أن كان لدينا مائة مؤسسة تقدم الرؤية، خرجت علينا الكثير من المؤسسات تتسابق دون رؤية أو معايير أو جمهور محدد، والحراك في العالم العربي جعل هناك احتياجا لتغذية الأفكار، ما ساعد السوشيال ميديا على الانتشار والتحكم كمنصة بديلة.
وأضاف البرماوي أن الشراكات الجماعية جعلت الناس تتبادل أفكارا وأخبارا، فأي شخص يمتلك كاميرا يتمكن من نقل أي شيء فغابت عن الناس أساسيات الخبر وهي «كيف حدث؟ ولماذا؟»، وغاب هذا عن الإعلام وخصوصا في المنصات الجديدة فبدأت المنصات تعرض الصورة منقوصة، وعندما بدأت المؤسسات الأساسية الدخول لعالم السوشيال ميديا اتخذت نفس النمط.
وأوضح أن المؤسسات عندما لم تتحرك مبكرا وتستخدم التكنولوجيا، أعطت الفرصة لاستخدام البعض منصات أخرى والخروج بشكل غير متكامل.
ومن جهته قال الإعلامي عثمان ميرغني إن وثيقة الأخوة الإنسانية تركز على تطبيق قيم الدين في كل شيء، وهو ما يسعى البعض لتدميره من خلال استهداف العقل. وأضاف أن العقل الإعلامي إما خائف وإما متردد، وللأسف النسخة المتداولة من الدين فيها خطأ أساسي، فالآخر ليس فقط المختلف عني في الدين والجنسية وإنما الذي لا يفهم الوثيقة مثلي، وإذا رجعنا لاكتشاف الدين سنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر بالوثيقة في عهده كجزء لا يتجزأ من الدين.
وأكد أننا إن لم نركز على أهمية الإعلام من خلال قيم الدين فنحن نبتعد عن الآخر، وعلينا مواجهة النسخة المتداولة من الدين وتصحيحها للعمل على الانسجام بين الناس والحياة.